السراج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السراج

منتدى يخدم الدعوة الاسلامية و التقنيات الهندسية وجميع المتطلبات الاجتماعية
 
الرئيسيةالبوابة2*أحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» موقع ممتاز جدا عن الغلايات البخارية حمل كتب تصفح بشرح وافى
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالإثنين مايو 04, 2015 10:50 am من طرف فايزه طارق

» برنامج رائع لحسابات الغلايات
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 20, 2013 3:45 pm من طرف العلم نور

» كتب في ميكانيك السيارات
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 20, 2013 3:44 pm من طرف العلم نور

» شرح عمل موقع مجاني في 5 دقائق 2013 _لا تحتاج لاي خبرة
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالإثنين أبريل 22, 2013 1:46 pm من طرف admin2

» حماية وتامين حساب الفيس بوك من الهكر-منع اختراق الفيس بوك
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالإثنين أبريل 22, 2013 1:43 pm من طرف admin2

» قمة الاعجاز انظر لحركة النمل وماذكر فى القران
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالإثنين أبريل 22, 2013 1:34 pm من طرف admin2

» برنامح صانع الكتب الإلكترونية عربي
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالثلاثاء مارس 31, 2009 9:36 pm من طرف صقر المحله

» برنامج تذكرون الله ،،، طول ما أنتم جالسين علىالكمبيوتر..
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالثلاثاء مارس 31, 2009 3:57 pm من طرف صقر المحله

» !!! كتاب حصن المسلم من اعظم الكتب في الاذكار والادعية .. !!!
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالثلاثاء مارس 31, 2009 3:04 pm من طرف صقر المحله

» كتاب الكترونى لصيانة المازر البورد للمبتدئين والمحترفين
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالإثنين مارس 30, 2009 10:29 pm من طرف صقر المحله

» موسوعة الحديث النبوي الشريف
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالإثنين مارس 30, 2009 10:19 pm من طرف صقر المحله

» الموسوعه الاسلاميه المعاصره
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالأحد مارس 29, 2009 6:10 pm من طرف Admin

» حمل اسطوانة تخليك نار فى التبريد والتكييف
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالجمعة مارس 27, 2009 6:51 pm من طرف Admin

» مجموعة اخرى من كتب التصميم
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالجمعة مارس 27, 2009 6:21 pm من طرف Admin

» كتب فى التصميم الميكاكنيكى روعة
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالخميس مارس 26, 2009 7:06 pm من طرف Admin

مكتبة الصور
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Empty
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 33 بتاريخ الخميس فبراير 01, 2024 11:10 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 19 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو م/ محمد عبدالعال فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 327 مساهمة في هذا المنتدى في 117 موضوع

 

 الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Empty
مُساهمةموضوع: الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم)   الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:48 pm


جميع حقوق الطبع محفوظة للشيخ
الحمد لله الذي علمَّ بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير سيدنا محمدٍ  الذي محا الله به ظلماتِ الجهلِ والكفر ، وأزال به معالم الوثنية والضلال وأعلى به منار التوحيد والإيمان. وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعدُ ... أخوةَ الإيمان والإسلام:
كم كنت أتمنى أنْ يسّهل الله تعالى عليّ ويعينني على خدمة الدين والعلم ؛ فأُخْرِجَ بعض الكتب التي ينتفع بها الناس ؛لاعتقادي بأن هذا من الباقيات الصالحات التي تبقى للإنسان زخرا بعد مماته كما قال سيدنا رسول الله  (( إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له )).
وأنا لا أدعي علما ولا فقها وإن كنت أتشبه بهؤلاء الأساتذة والعلماء والفقهاء الذين سخروا حياتهم للدين والعلم ، وأحذوا حذوهم عسى أن ينالني شيء من أجرهم على حد قول القائل:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التـشـبه بالـكرام فـلاح
ولست أزعم أن هذا العمل هو جهدي الشخصي فحسب بل هو مقتطفات من أعمال مشاهير العلماء والمفسرين والمحدّثين فما مثلي إلا كمثل شخص دخل حديقة غنية بالثمار فيها من أحاسن الأثمار والورود والأزهار ما يدهش الأبصار وامتدت يده برفق إليها فجمعها فجعلها في كأس واحد يسهل تناوله والتمتع به.
فاللهَ أسألُ أن ينفعَ به المسلمين وأن يبقيه زخرا لي يوم الدين (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )).
والحمد لله في البدء والختام وصلى الله على عبده المجتبى ونبيه المصطفى سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين.

الفقير إلي الله
أحمد عبد السميع الزناري

إهـــــــــــــداء
أهدي ثواب هذا العمل المتواضع إلي والدىّ اعترافاً منى بإحسانهم تربيتي وخاصة والدتى ولدعائها الخالص لي ، فجزاهما الله عنى خير الجزاء ، وأقدم ثواب هذا العمل المتواضع ( أدعوا الله أن يكون مقبولاً خالصاً لوجهه الكريم ) إلي أرواحهما وأن ير فع به درجاتهما في جنات الفردوس.
وأرجوا من كل من قرأ هذا الكُتيب ألا ينسى والدىّ بالدعاء بالرحمة والمغفرة.
كما أهدى ثواب هذا العمل المتواضع لروح المرحومة الحاجة / أفراج محمد حتحوت ، وإلي روح المرحوم الحاج / سعيد محمد عبد العال ، لما أنفقوه من أموالهم في طباعة ونشر هذا الكُتيب من أموالهم الخاصة ، داعياً المولي جل وعلا أن يجعله في ميزان حسناتهم ، وأن يرفع بهذا العمل درجاتهم في جنات النعيم ، وأن يجعله خير صدقة جارية علي أرواحهم .
وأرجوا من كل من قرأ واستفاد من هذا العمل ألا ينساهما بالدعاء بالرحمة والمغفرة والرضوان من رب العباد.
وأخيراً أرجوا من كل من قرأ هذا العمل المتواضع ألا ينسانى بالدعاء وأن يرجوا الله لي أن يرضي عنى ويهدينى وأن يقبضنى إليه علي أحسن حال يحبه الله ويرضاه من الإيمان والإسلام الكاملين وأن يتقبله الله منى وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.

فهو ولى ذلك والقادر عليه ،،


الفقير إلي الله
أحمد عبد السميع الزنارى


عدل سابقا من قبل الشيخ/احمدالزنارى في الإثنين فبراير 16, 2009 3:54 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم)   الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:49 pm

تمهيد :
إنّ ذكر الله تبارك وتعالي هو من أجلّ وأفضل الأعمال التي يحبها الله تبارك وتعالي ويحب أن يري عبده عليها يقول ربنا تبارك وتعالي في كتابه الكــريم في ســــورة آل عمران " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "
ويقول ربنا تبارك وتعالي في سورة الأحزاب " إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ".
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  :"سبق المفَرِّدون ؟ قالوا وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ".
قال الإمام أبو الحسن الواحدي : قال ابن عباس " المراد بالذاكــــــــــــرين الله كــثــيراً والذاكرات أي يذكرون الله في أدبار الصلوات وغدواً وعشياً وعند المضاجع وكلما استيقظ من نومه وكلما غدا أو راح من منزله".
وقال مجاهد : لا يكون المرء من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات حتى يذكر الله قائماً وقاعداً ومضطجعاً .
وسُئل الشيخ الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله عن القَدْر الذي يصير به المرء من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات فقال : إذا واظب علي الأذكار المأثورة المثبتة صباحاً ومساءاً وفي الأوقات والأحوال المختلفة ليلاً ونهاراً.
وقال علي ابن أبي طلحه عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في قوله تعالي " وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ".
إن الله تعالي لم يفرض علي عباده فريضةً إلا جعل لها حداً معلوماً ، وعذر أهلها في حال العذر ، غير الذكر ، فإن الله لم يجعل له حداً يُنتهي إليه ، ولم يعذر أحداً في تركه ، إلا مغلوباً علي تركه ، فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلي جنوبكم بالليل والنهار ، في البر والبحر ، في السفر والحضر ، في الغني والفقر ، والسقم والصحة ، والسر والعلانية ، وعلي كل حال .
ويكفي ذكر الله فضيلة وشرفاً أنه أفضل الأعمال علي الإطلاق. روي الإمام أحمد ومالك والترمذي والحاكم وابن ماجة والطبري والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله  :" ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة ومن أن تلقوا العدو فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا بلي يا رسول الله: قال: ذكر الله تعالي " في هذا الحديث يتضح أن رسول الله  قد بين أن ذكر الله أفضل الأعمال جميعها بلا استثناء ثم كرر الإنفاق في سبيل الله بأغلى شيء وهو الذهب والفضة والجهاد في سبيل الله ولعل السبب في التركيز علي الإنفاق والجهاد في سبيل الله ، لأن هذين العملين لهما فضل ومنزلة عظيمة ومكانة خاصة عند الله جل وعلا، بدليل أن الله جل وعلا لما أراد عرض ثمن الجنة لم يذكر من الأعمال سوي التضحية بالنفس بالجهاد والتضحية بالمال بالإنفاق قال تعالي " إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ" (التوبة 111) وحينما تكلم عن النجاة من عذاب الله والفوز بالمغفرة والجنة مع العزة والنصر في الدنيا لم يذكر من الأعمال إلا الجهاد بالنفس والجهاد بالمال بإنفاقه في سبيل الله فقال تعالي" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " ( الصف 10:13). وحينما أراد الحق جل وعلا أن يدعوا المؤمنين للاستعداد للقاءه عند الموت والإعداد لهذا اللقاء لم يذكر من الأعمال سوي الإنفاق في سبيل الله والحج الذي هو ضرب من الجهاد في سبيل الله والذي ذكره النبي  بأنه جهاد لا شوكة فيه ، فتجد قول الحق جل وعلا " وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ، وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"(المنافقون10 ، 11) . حتى حينما حذر الله عباده من اليوم الآخر وأمرهم أن يعدوا لهذا اليوم أيضاً لم يذكر من الأعمال سوي الإنفاق في سبيل الله والصلاة فقال تعالي " قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ " (إبراهيم 31). إذاً كل ذلك يشير إلي شرف وعظمة ومكانة الجهاد بالنفس والجهاد بالمال عند الله جل وعلا لهذا ذكرهم النبي  في الحديث مع جميع الأعمال ، وزيادة في التأكيد كرر الجهاد والإنفاق في نفس الحديث ليدل علي شرف هذه الأعمال ومع شرفها فذكر الله تعالي أفضل منها .
فإذا كان هذا الفضل من المغفرة والرحمة ودخول الجنة في الآخرة ، والنصر والعزة في الدنيا ثواب الإنفاق والجهاد في سبيل الله ، فكيف يكون ثواب وفضل الذاكرين الله كثيراً والذاكرات وهما أفضل من المنفقين والمجاهدين في سبيل الله ؟!
وتأكيداً لهذا المعني ما رواه الإمام احمد والطبراني عن معاذ بن جبل رضي الله تبارك عنه عن رسول الله  " أن رجلا سأله قال : أي المجاهدين أعظم أجراً ؟ قال أكثرهم لله تبارك وتعالي ذكراً .قال فأي الصالحين أعظم أجراً ؟ قال أكثرهم لله تبارك وتعالي ذكراً وذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك ورسوله الله  يقول أكثرهم لله تبارك وتعالي ذكراً قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله  : أجل ". وحتي لا يعتقد أحد أن الذكر يغني عن كل هذه العبادات المذكوره في الحديث مستدلا بأنه أعظم منهم أجرا نقول أن المقصود من الحديث أن المجاهد الذاكر لله أعظم أجرا من المجاهد الغير ذاكر لله وكذلك الصالح الذاكر لله أعظم أجرا من الصالح الغير ذاكر لله وهكذا بقية العبادات, وإن كان لكل شرفه وفضله.
* ويكفي الذكرَ شرفاً أن من أراد أن يذكره الله جل وعلا في الملأ الأعلى فعليه بذكر الله تبارك وتعالي , وهذا شرف ما بعده شرف ، إنه الشرف الحقيقي الذي يتمناه أي مؤمن فمن أراد هذا الشرف فعليه بذكر الله تبارك وتعالي ، فقال تعالي " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ" .
وروي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تبارك وتعالي عنه أن رسول الله  قال : قال الله تعالي : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه فإن اقترب إليَّ شبراً اقتربت منه زراعاً وإن اقترب إليَّ زراعاً اقتربت منه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " فأي شرف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم)   الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:51 pm

أعظم من هذا الشرف ، من أنت أيها العبد العاجز الضعيف الذي لا حول له ولا قوة حتى يذكرك صاحب العزة والجبروت ويذكرك خالق السماوات والأرض ، ومن أنت أيها العبد العاجز الضعيف حينما تتجه إلي الله يكون الله متجهاً إليك أسرع مما تتجه به إليه ، إن هذا لهو الشرف الحقيقي والعزة الحقيقية للذاكرين الله جل في علاه ، أما يكفيك فخراً وراحة قلب أيها الذاكر لله أنك حينما تذكر الله يكون الله معك .
* فمن ذكر الله تبارك وتعالي كان الله معه ، ومن كان الله معه فلا يضل سعيه ولا يخيب رجاؤه .روي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " قال الله تعالي أنا مع عبدي إذا ذكرني وتحركت بي شفتاه ". ومعني ن يكون الله معه أن يكون معه يحميه بقدرته ويكلأه برحمته ويعطيه إذا منح ويجيبه إذا سأل ويقويه إذا فتر ويسانده ويشد من أزره إذا ضعف واستكان ويؤكد ذلك وصية الله جل وعلا للنبي زكريا عليه السلام " قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ [آل عمران : 41],وكذلك وصية الله جل وعلا لسيدنا موسي وأخيه هارون عليهما السلام حينما أمرهما بالذهاب إلي فرعون لدعوته فقال تعالي"اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى " طه . انظر إلي بداية الأمر إذهبا ولا تنيا في ذكري ونهاية الأمر لا تخافا أنني معكما أي أنكما مادمتما علي ذكري فأنا معكم لا أتخلي عنكم بحفظي وحمايتي ورعايتي فلا تخافا ,وكذلك الوصية التي وصي بها الله عز وجل نبيه محمد  حينما ضاق صدره من إيذاء كفار مكه له قال تعالي" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " الحجر . وفي سورة ق"فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ".
* وأي شرف للذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعظم مما رواه الإمام مسلم والترمذي عن معاوية أن رسول الله  خرج علي حلقة من أصحابه فقال " ما أجلسكم ؟ فقالوا جلسنا نذكر الله ونحمده علي ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا. قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك ؟ قالوا آلله ما أجلسنا إلا ذلك. قال: أما إني لا أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة ".
* كما أن ذكر الله تبارك وتعالي فيه حصن من الشيطان ومكره وكيده يقول ربنا تبارك وتعالي " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "(الأعراف 200). ويقول تبارك وتعالي " وَمَـــــن
يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ"( الزخرف 36 ).
وعن عبد الله بن شقيق العقيلى رضي الله عنه أن رسول الله  قال: " ما من آدمي إلا لقلبه بيتان : في أحدهما الملك وفي الآخر الشيطان فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكر الله تعالي وضع منقاره في قلبه ووسوس له"أخرجه ابن أبي شيبه ورجال إسناده رجال الصحيح. هنا شبه رسول الله  العبد حينما يغفل عن ذكر الله يبتدره الشيطان كما يبتدر الطير الحب بمنقاره في خفة وسرعة كذلك الشيطان يوسوس له في خفة وسرعة حينما يغفل عن ذكر الله ، وحينما يذكر العبد ربه يكون الشيطان من أضعف ما يمكن ، ولما لا يكون الشيطان عند ذكر الله من أضعف ما يمكن والذاكر لله يكون معه الله ، وهو القوي الذي لا يُغلب والعزيز الذي لا يُـقهر الذي إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ، فمن ذا الذي يستطيع أن يقف أمام قوته وبطشه وسلطانه وما أعظم هذا المشهد الذي رسمه الحق جل وعلا لكيد الشيطان وقوته يوم أن تظاهر بها يوم بدر يقول الحق جل وعلا " وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ" ( الأنفال : 48 ).
وعن ابن عباس رضي الله تعالي عنهما قال : قال رسول الله (الشيطان جاثم علي قلب ابن آدم إذا ذكر الله خنس,وإذا غفل وسوس له.)" .أخرجه البخاري تعليقا.
فإذا ذكر العبد ربه تبارك وتعالي كان أبعد ما يكون عن الشيطان ومكره وكان الشيطان أبعد ما يكون عنه ، فمن أراد أن يحصن نفسه من وساوس الشياطين فعليه بذكر الله كثيراً , وإليك أخي المسلم هذا الحديث أذكره بتمامه مع طوله لعظم ما فيه ، روي أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الألباني صحيح 1724 صحيح الجامع ,عن الحارث بن الحارث الأشعري قال : قال رسول الله  Sad إن الله أمر يحي بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فكأنه أبطأ بهن فأوحي الله إلي عيسي :إما أن يبلغهن أو تبلغهن فأتاه عيسي فقال له أنك أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تبلغهن وإما أن أبلغهن فقال له : يا روح الله إني أخشي إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي فجمع يحي بني إسرائيل في بيت المقدس حتي امتلأ المسجد فقعد علي الشرفات فحمد الله وأثني عليه ثم قال :إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وأمركم أن تعملوا بهن وأولهن : أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشتري عبداً من خالص ماله بذهب أو ورق ثم أسكنه دار فقال اعمل وارفع إلي فجعل العبد يعمل ويرفع إلي غير سيده فأيكم يرضي أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا،وأمركم بالصلاة وإذا قمتم إلي الصلاة فلا تلفتوا فإن الله عز وجل يقبل بوجهه علي عبده ما لم يلتفت، وأمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل معه صرة مسك في عصابه كلهم يجد ريح المسك وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، وأمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فشدوا يديه إلي عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال لهم هل أفتدي نفسي منكم؟ فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير حتي فك نفسه ,وأمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتي حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالي ،وأنا أمركم بخمس أمرنا الله بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع من دعي بدعوة الجاهلية فهو من جثاء جهنم وإن صام وصلي وزعم أنه مسلم فادعوا بدعوي الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله ) .
كما أن ذكر الله تبارك وتعالي يرقق القلوب ويحييها من موات وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم كتابه " أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ".( الزمر 22 ، 23 )
وقال تعالي " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ". ( الحديد 16 )
وقال تعالي " الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " (الرعد 28 )،
روي الإمام أحمد والطبرانى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  :" جددوا إيمانكم . قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول الله. قال أكثروا من قول لا إله إلا الله ".
والإيمان يكمن في القلب لما ورد في قوله تعالي: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (14) سورة الحجرات .وهذا الصدأ وهذه القاذورات نابعة من الذنوب والخطايا وحب الدنيا والشهوات، فكان لابد من تطهيرها ،ليعود الإيمان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم)   الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم) Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:52 pm

جديدا قويا كما كان يوم أن دخل في الإسلام، ولا يتم ذلك إلا بذكر الله قال تعالي :"اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ "( العنكبوت 45). وعبّر النبي  عن الذكر بـــــ " لا إله إلا الله" لأنها أفضل وأشرف وأحب الذكر إلي الله رب العالمين لما ورد عن جابر ابن عبد الله – رضي الله عنهما – قال :" سمعت رسول الله  يقول أفضل الذكر لا إله إلا الله" رواه الترمذي وابن ماجة ، وفي رواية :"أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي ، لا إله إلا الله " فحياة القلوب في ذكر الله ، وصدق الله العظيم إذ يقول تبارك وتعالي "أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " ( الأنعام 122 )، صورة رائعة لأثر الذكر في حياة الناس وهو هنا المنهج والتشريع الذي جاء به سيد الخلق سيدنا محمد  أي أن في هذا الذكر حياة القلوب والأرواح ، في هذا الذكر النور الذي يبدد ظلمات هذه الحياة الدنيا ، وكأن الحق جل في علاه يقول " من أعرض عن ذكري فهو ميت وإن كان يمشي بين الناس " ، فهو في الظلمات يتخبط وإن كان يمشي في نور الحياة إذ أن الحياة والنور في ذكر الله تبارك وتعالي وصدق الله العظيم إذ يقول " فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى " ( طه 123 ، 124 ).
وما أعظم ما ورد في ذلك عن سيد الخلق سيدنا محمد  في الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي موسي رضي الله عنه قال : قال رسول الله  :"مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".
ولكي تدرك أخي المسلم إلي أي حد ذكر الله أهم ما في حياتك اقرأ بلسانك وتفكر بعقلك وتدبر بقلبك هذين الحديثين عن سيد الخلق سيدنا محــمد  :-
الحديث الأول : الذي يرويه البيهقي والطبراني والحاكم بإسناد صحيح وقال عنه المنذري حديث حسن . عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالي عنهما قال:" خرج علينا رسول الله  فقال: أيها الناس إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف علي مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة. قالوا : وأين رياض الجنة ؟ قال مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله، وذكّروا أنفسكم من كان يريد أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فإن الله يُنزل العبد عنده حيث أنزله تعالي في نفسه" .
تأمل أخي المسلم في قول النبي  " وذكّروا أنفسكم " بماذا ؟ أي علي قدر منزلة الله في قلبك تكون منزلتك عند الله فتخيل رجلاً لسانه دائماً رطباً بذكر الله لا ينسي ربه لحظة واحدة فهل ينساه الله جل وعلا بفضله ورحمته ومغفرته ورضوانه؟ وتخيل رجلاً غافلاً عن ذكر الله لا يذكره إلا قليلاً ؛ فهو كذلك عند ربه. فمنزلتك عند رب الأرض والسماء أنت الذي تحددها بذكرك له سبحانه وتعالي ، وليس هذا فحسب ، بل إن ذكر الله يذكرك حول العرش فثناؤك علي الله هو نفسه يذكرك بأحب ما تريد وتتمني في الملأ الأعلى . روي ابن ماجه والحاكم عن النعمان ابن بشير رضي الله عنه قال :أن رسول الله  قال:" إن ما تذكرون من جلال الله عز وجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعطفن (أي يدرن) حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يذكر به ؟"
فيا لعظمة وشرف ذكر الله تبارك وتعالي حينما يكون المرء عند ربه مكرماً بهذه الصورة . لهذا يقول رسول الله  مُحِضّاً علي الذكر في كل وقت وحين. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله :" أكثروا من ذكر الله تعـــالي حتى يقولوا مجنون " أخرجه ابن حبان في صحيحه وأحمد في مسنده والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ، أي حتى يقول المنافقون أو الغافلون عن ذكر الله إنك مجنون ، وفي رواية أكثروا من ذكر الله تعالي حتى يقول المنافقون أنكم مراؤن .
أما الحديث الثاني : عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه : أن رجلاً قال : يا رسول الله  إن شرائع الإسلام قد كثرت فأخبرني بشيء أتشبث به ؟ قال : لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله " رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم وقال صحيح الإسناد.
انظروا إلي العظمة في هذا الحديث هذا الرجل يريد شيئاً ينجيه من عذاب الله ويدخله الجنة يختاره له رسول الله  من بين كل شرائع الإسلام الكثيرة فيختار له ذكر الله. نعم إنه هو سر النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة ، وتأكيداً لهذا المعني أن سر النجاة يكمن في ذكر الله ما ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله :" ما عمل ابن آدم عملاً أنجي له من عذاب الله من ذكر الله : قالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع: ثلاث مرات " رواه الطبراني بإسناد صحيح .
ويكفي ذكر الله والذاكرون لله شرفاً أن الله جل في علاه قد اختاره لنبيه ومصطفاه أن يختم به حياته وأن يكون ذكر الله هو إعلان الشكر لله والإقرار بفضله وكرمه يقول الحق جل وعلا " إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا " ( النصر ).
لـمّا نزلت هذه السورة قال رسول الله  :"نعيت إلي نفسي" أي قد قرب أجلي فكان اختيار الله لنبيه ومصطفاه وأكرم خلقه عنده من الأعمال ليختم بها عمره هو "فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ " الذكر والاستغفار ليدل علي شرف وعظمة الذكر والتسبيح لله رب العالمين ، لهذا ما أعظم أخي المسلم أن يكون لسانك دائماً رطباً بهذا الذكر لعلك تُقبض عليه ويُختم عمرك به " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك " .
لهذا أخي المسلم آثرت أن يكون هذا العمل المتواضع في صورة مناهج من الذكر كان رسول الله  يداوم عليها وهذه المناهج تضع منك نموذجاً للعبودية الحقّة لله رب العالمين بما تحمله هذه الكلمة من معاني فالعبد الحق لله لا ينسي سيده ومولاه أبداً ولا يغفل عن ولي نعمه وسر وجوده وهدايته ، تكون عبداً لله جل وعلا بالصورة التي اختارها سبحانه لسيد الخلق وخير الأنبياء والمرسلين سيدنا محــمد  فلقد قال تعالي " قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " ( الأنعام 162 ) ، أي أن كل حياتك حركاتك وسكناتك حتى مماتك لله رب العالمين ولن تصل إلي هذه الصورة من العبد الرباني إلا إذا كنت في سائر حياتك ذاكراً لله رب العالمين وشاكراً لفضله ونعمه بطاعته ومهما ذكرت الله وتعبدت إليه فلن تستطيع أن تذكره أو تعبده بأفضل مما تعبَّد به رسول الله  لهذا اخترت لك أخي المسلم من هدي النبي محــمد  في الأوقات والمناسبات والأحوال المختلفة لتهتدي بها في ذكرك وعبادتك. وسميتها مناهج لتأخذ منك طابع الجد والاهتمام والسعي لتطبيقها. ونظراً لأن الصلاة هي أشرف أنواع الذكر لما ورد في القرآن الكريم في أكثر من موضع عبر فيها الحق جل وعلا عن الذكر بالصلاة ، كما ورد في سورة طه في قوله تعالي : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " [طه : 130]
قال القرطبي في تفسيره : قال أكثر المتأولين : الصلوات الخمس.
قبل طلوع الشمس : صلاة الفجر ، قبل غروبها : صلاة العصر ، ومن آناء الليل ( أي ساعات الليل ) فسبح : صلاة العتمة أي العشاء الأخرة لأنها تصلي بعد مضي آناء من الليل.
أما أطراف النهار : فهى صلاة الظهر وصلاة المغرب ، حيث أن بعض أهل العلم قالوا أن النهار ينقسم إلي قسمين فصلهما الزوال ولكل قسم من النهار طرفان منهم طرفان عند الزوال وهى صلاة الظهر حيث أنها آخر طرف النهار الأول وهي أول طرف النهار الآخر فهى في طرفين منه والطرف الثالث غروب الشمس وهو وقت المغرب.
نفهم من أقوال العلماء والمفسرين في هذه الآية أن التسبيح المذكور في الآية هو الصلوات الخمس.
وذكر الطبري أيضاً عن الحسن عن قتادة في قوله تعالي " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " [طه : 130]
قال : صلاة العصر ومن أناء الليل قال : صلاة المغرب والعشاء وأطراف النهار قال : صلاة الظهر.
ولقول الحق جل وعلا " وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي " .
كل هذه الآيات تدل علي أن الصلاة هي ذكر وتسبيح لله بل هي أفضل وأجل أنواع الذكر ، فبدأت بها وجعلتها ثلاثة مناهج وقد ألحقت بهده المناهج نبذه عن أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام وخاصة صلاة الجماعة في المساجد وحكم الاستهانة بالصلاة عموماً وحكم تاركها وخطورة ذلك علي المرء في دنياه وآخرته. ثم بعد ذلك منهج ذكر الله في أشرف الأوقات وهو ما بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس ثم بعد ذلك منهج عمل المسلم خلال اليوم وكان الاهتمام فيه علي أمور خطيرة تتعلق بالسعي علي الرزق والتعامل مع غيره من البشر وكذلك التركيز علي أمور وشواهد يتعرض لها المرء طول يومه فسردت الأذكار التي تقال في مثل هذه المشاهد ثم بعد ذلك منهج عند النوم وأثناء النوم خلال الليل ثم الختام بمنهج قيام الليل الذي هو شرف المؤمن.
وهذه المناهج من اتبعها يكون قد ربّي نفسه وأهّلها لتستقيم علي الصراط المستقيم في علاقتها بالله جل وعلا، وعلاقتها بالناس وبالصورة التي يحبها الله ويرضاها هذا ما أردت عرضه فإن وفقت فمن الله عز وجل وله الحمد والمنة وإن كان هناك ثَمَّ خطأ أو نسيان فمن نفسي وشيطاني وسوء فعلي وليعفوا الله عني والله ورسوله منه براء .
وإليكم تفصيل ما أجملناه شرح الله صدري وصدوركم للإيمان والإسلام وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها ووفقنا لما يحبه ويرضاه فهو ولي ذلك والقادر عليه فهو نعم الموليَّ ونعم النصير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الفقير إلي الله
أحمد عبد السميع الزناري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوضوع الثالث :(الدُرَرْ والأنوار من هدي النبي المختار صلي الله عليه وسلم)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سجل حضورك بالصلاه على النبى محمد صلى الله عليه وسلم
» حمل كتاب الدرر والأنوار للشيخ احمد الزنارى
» فتاوى بخصوص موضوع ( سجل حضورك اليومي بذكر الصلاة على النبي وكفارة المجلس والاستغفار )
» فلاش لنصرة النبى عليه السلام
» فلاش تيسير غزوات الرسول عليه الصلات والسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السراج :: قائمة المنتديات :: *** (( المنتدى الاسلامى )) :: *** (( التوحيد الخالص ))-
انتقل الى: