السراج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السراج

منتدى يخدم الدعوة الاسلامية و التقنيات الهندسية وجميع المتطلبات الاجتماعية
 
الرئيسيةالبوابة2*أحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» موقع ممتاز جدا عن الغلايات البخارية حمل كتب تصفح بشرح وافى
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين مايو 04, 2015 10:50 am من طرف فايزه طارق

» برنامج رائع لحسابات الغلايات
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 20, 2013 3:45 pm من طرف العلم نور

» كتب في ميكانيك السيارات
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 20, 2013 3:44 pm من طرف العلم نور

» شرح عمل موقع مجاني في 5 دقائق 2013 _لا تحتاج لاي خبرة
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين أبريل 22, 2013 1:46 pm من طرف admin2

» حماية وتامين حساب الفيس بوك من الهكر-منع اختراق الفيس بوك
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين أبريل 22, 2013 1:43 pm من طرف admin2

» قمة الاعجاز انظر لحركة النمل وماذكر فى القران
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين أبريل 22, 2013 1:34 pm من طرف admin2

» برنامح صانع الكتب الإلكترونية عربي
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالثلاثاء مارس 31, 2009 9:36 pm من طرف صقر المحله

» برنامج تذكرون الله ،،، طول ما أنتم جالسين علىالكمبيوتر..
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالثلاثاء مارس 31, 2009 3:57 pm من طرف صقر المحله

» !!! كتاب حصن المسلم من اعظم الكتب في الاذكار والادعية .. !!!
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالثلاثاء مارس 31, 2009 3:04 pm من طرف صقر المحله

» كتاب الكترونى لصيانة المازر البورد للمبتدئين والمحترفين
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين مارس 30, 2009 10:29 pm من طرف صقر المحله

» موسوعة الحديث النبوي الشريف
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين مارس 30, 2009 10:19 pm من طرف صقر المحله

» الموسوعه الاسلاميه المعاصره
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالأحد مارس 29, 2009 6:10 pm من طرف Admin

» حمل اسطوانة تخليك نار فى التبريد والتكييف
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالجمعة مارس 27, 2009 6:51 pm من طرف Admin

» مجموعة اخرى من كتب التصميم
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالجمعة مارس 27, 2009 6:21 pm من طرف Admin

» كتب فى التصميم الميكاكنيكى روعة
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالخميس مارس 26, 2009 7:06 pm من طرف Admin

مكتبة الصور
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 33 بتاريخ الخميس فبراير 01, 2024 11:10 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 19 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو م/ محمد عبدالعال فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 327 مساهمة في هذا المنتدى في 117 موضوع

 

 الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
مُساهمةموضوع: الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ   الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 2:53 pm

الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع

اعداد
الشيخ أحمد الزنارى

جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ
إن خطورة الجهل علي المرء تتمثل في أننا جميعاً نعلم أن الله تبارك وتعالي ما خلقنا إلا لعبادته سبحانه وتعالي فقال تعالي " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " والعبادة لا تكون مقبولة إلا إذا توفرت فيها شرطين أساسيين :
أولاً : النية السليمة ثانياً : أن يكون العمل صحيحاً.
وكلاهما يحتاج إلي العلم الصحيح كما أن ربنا تبارك وتعالي جعل سعادة الدنيا والآخرة في إتباع هديه ، وجعل تعاسة الدنيا وشقاء الآخرة في الإعراض عن هذا الهدي وهذا المنهج قال تعالي :{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (سورطه124،123 )، وقال تعالي " وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " ( الأحزاب 71) ، وقال تعالي " أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ " ( محمد 33) ، فإذا كان الفوز بسعادة الدنيا والآخرة مرهون بإتباع هدي الله وسنة رسوله محمد  ، وخسران الدنيا والآخرة مرهون بعدم الإتباع لهدي الله والإعراض عن سنة رسوله محمد  ، من هنا عظمت أهمية الإتباع لهدي الله ورسوله ، ولو نظرنا لأهم العوامل التي تكون سبباً في عدم إتباع المسلم لهدي الله وسنة رسوله محمد  الإتباع الصحيح هو الجهل بدين الله جل وعلا ، فالجهل بدين الله جل وعلا من أعظم عوائق الإتباع لله ورسوله  ، بل هو أعظم أسباب الوقوع في المحرمات جميعها من كفر وبدع ومعاص ، وسواء أكان الجهل جهلاً بالنصوص بعدم الإطلاع عليها ، أم كان جهلاً بمنزلتها في الدين ، أم كان جهلاً بكيفية العبادة نفسها وفرائضها وسننها ومبطلاتها والواجب عليه فيها ، وأهم من هذا كله الجهل بمعرفة الحلال والحرام والشبهات وغير ذلك من أنواع الجهل في دين الله ، أم كان جاهلاً بدلالات الألفاظ ومقاصد الشريعة وقواعد العلوم وأصولها : كالمطلق والمقيد ، والعام والخاص ، والناسخ والمنسوخ ، والمجمل والمبين .
ونظراً لخطورة الجهل الكبيرة نجد القرآن الكريم والسنة الصحيحة حافلين بالنصوص التي تحذر من الجهل وتبين خطورته ، وتحث علي العلم وتبين فضله ، ومنها :
ما ورد في تفسير السعدي في قول الله تعالي " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " ( الأعراف 33) ، ويقول السعدي في قوله تعالي:" وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه ، وفي مدارج السالكين يقول ابن القيم :" وأما القول علي الله بلا علم فهو أشد هذه المحرمات وأعظمها إثماً ، ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان ولا تباح بحال ، بل لا تكون إلا محرمة ، ثم انتقل منه إلي ما هو أعظم منه ، فقال :" وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " ، فهذا أعظم المحرمات عند الله وأشدها إثماً ، فإنه يتضمن الكذب علي الله ونسبته إلي ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله ، ونفي ما أثبته ، وإثبات ما نفاه ، وتحقيق ما أبطله ، وإبطال ما حققه ، وعداوة من والاه ، وموالاة من عاداه ، وحب ما أبغضه ، وبغض ما أحبه ، ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله ، فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه ، ولا أشد إثماً ، وهو أصل الشرك والكفر ، وعليه أسست البدع والضلالات ، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول علي الله بلا علم . انتهي كلام ابن القيم
بالله عليكم ، هل هناك خطورة للجهل أعظم مما ذكره ابن القيم ، كما أن الجهل خطورته العظمي تتعلق بالدين والمرء يمكن أن يتحمل أي فتنة في الدنيا ، قد يفتن في ماله ، ويتحمل ذلك ويصبر عليه ويعوضه ، وقد يفتن في أولاده ، وقد يفتن في كل مظاهر الدنيا ، فكل هذا يتحمله الإنسان ويقدر عليه إلا أن يفتن في دين الله ، فهذا ما لا يستطيع المرء أن يتحمله أبداً لأن فتنة الدنيا تنتهي بانتهائها إن عاجلاً أم اّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّجلاً ، أما فتنة الدين فيمتد أثرها للآخرة ، يقول ربنا تبارك وتعالي " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ". وفي تفسير الظلال في قول الله عز وجل " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً "( الإسراء 36) يقول الشيخ سيد قطب رحمه الله:" والعقيدة الإسلامية عقيدة الوضوح والاستقامة والنصاعة ، فلا يقوم شيء فيها علي الظن أو الوهم أو الشبهة ..... " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ " ولا تتبع ما لم تعلمه علم اليقين وما لم تتثبت من صحته ، من قال : يقال ، أو رواية تروي ، أو من ظاهرة تفسر ، أو واقعة تعلل ،أ ومن حكم شرعي ، أو قضية اعتقادية ".
إن كثيرا من الناس يخطئون بجهلهم في الاعتقاد أن استغلال الوقت في العبادة أفضل من استغلاله في طلب العلم فيعرضون عن دروس العلم وينقطعون للعبادة فتكون النتيجة إما أن يظلوا طول عمرهم يعبدون الله جل وعلا بجهل عبادة خاطئة ، سواء أكانت في النية أو في كمال العبادة نفسها ، أو قد يقعون في الشرك الأصغر أو الأكبر دون أن يشعروا أيضاً بجهلهم ، أو قد يرتكبوا من المخالفات والمنكرات المحبطة للأعمال أيضاً بجهلهم وهم لا يشعرون، كأكل الحرام أو الخوض في أعراض الناس أو ظلم العباد أو الغيبة والنميمة أو غير ذلك مما يتعلق بمظالم العباد ، وهكذا يظل المرء مفتوناً مغروراً معتقداً أنه علي الحق وأنه من أهل الصلاح والتقوى وهو علي خلاف ذلك ، حتى يفاجأ يوم القيامة بما لم يكن يحتسب أو يتوقع ، حيث يجد نفسه من الخاسرين ، وهذا هو الخسران المبين ، وذلك معني قول ربنا تبارك وتعالي " وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ " ( الزمر47) ، ورحم الله سلفنا الصالح فهموا عن الله جل وعلا ذلك فكانوا في قمة الورع والتقوى ، ومع ذلك كانت خشيتهم أكبر ما يمكن من مثل هذه الفتنة الخطيرة ، فها هو محمد بن المنكدر يتلوالقرآن ذات ليلة فبكي بكاءاً شديداً مستمراً حتى أفزع أهله ورفض أن يخبرهم عن سبب بكائه حتى أتو بصديق له يدعي أبو حازم لعله يخفف عنه مما هو فيه ، فقال له أبو حازم : لقد روعت أهلك وأفزعتهم ، فما الذي أبكاك كل هذا البكاء ؟ قال : قرأت قول ربنا تبارك وتعالي " وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ " فبكي أبو حازم وبكي معه محمد بن المنكدر ، فقال بعض أهله لأبي حازم : جئناك تفرج عنه زدت أنت من همه ، فأخبرهم فامتلأ البيت جميعه بالبكاء. نعم إنها فتنة عظيمة أساسها الجهل بدين الله جل وعلا ، نعوذ بالله من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن .
ومن الأمثلة التي تؤكد مدي خطورة الجهل بدين الله علي المرء في دنياه وآخرته :
( 1 ) روي أن عابداً من بني إسرائيل كان يعبد الله تعالي في صومعة فوق الجبل وذات يوم خرج كعادته لكي يتجول متأملاً في ملكوت الله تعالي ، وبينما هو يتجول رأي في طريقه جثة آدمي تنبعث منها رائحة كريهة فمال العبد وأعرض بوجهه لتفادي شم الرائحة الكريهة ، عند ذلك ظهر له الشيطان في صورة رجل من الصالحين الناصحين وقال له : لقد تبخرت حسناتك . فقال له العابد : لما ؟ قال : لأنك أبيت أن تشم رائحة آدمي مثلك ، وعندما ظهر علي وجه العابد الحزن والألم قال له الشيطان مشفقاً إذا أردت أن يغفر لك الله هذا الذنب يجب أن تصطاد فأراً جبلياً وتعلقه في رقبتك وتعبد الله به طوال حياتك ، ونفذ العابد واصطاد الفأر وظل يعبد الله به ستين عاماً وهو حامل هذه النجاسة حتى مات فبطلت عبادته ، ولقد ورد أن النبي  علق علي هذا الخبرفقال: " مسألة علم – أو مجلس علم – خير من عبادة ستين سنة" 0
ومسألة العلم التي جهلها هذا العابد هي أن من شروط صحة الصلاة أي التي لا تصح الصلاة ولا تقبل إلا بها هي طهارة البدن والثوب والمكان ، وهذا العابد بجهله بهذه المسألة ظل معلقاً النجاسة في رقبته وهو يصلي بها ستين عاماً ، فكيف تصح هذه الصلاة مع النجاسات ، فبطلت صلاة ستين عاماً بجهل مسألة علم واحدة.
[center]


عدل سابقا من قبل الشيخ/احمدالزنارى في الإثنين فبراير 16, 2009 3:33 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ   الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 2:55 pm

( 2 ) روي البخاري عن حذيفة أنه رأي رجلاً يصلي لا يتم ركوعه ولا سجوده في الصلاة ، فقال له حذيفة منذ كم تصلي هذه الصلاة ؟ قال : منذ أربعين سنة ، قال : ما صليت منذ أربعين سنة شيئاً ولو مت علي ذلك مت علي غير فطرة محمد  " أي علي غير سنة ولا طريق ولا هدي محمد  " .ومصدر الجهل هنا هو عدم معرفة حدود وفرائض الصلاة التي لا تصح الصلاة إلا بها منها إتمام الركوع والسجود في الصلاه.
ويقاس علي مثل ذلك أمور كثيرة في حياة الناس ومنها مثلاً :
كم من أناس يشربون أنواع الخمور يزين لهم شياطين الإنس والجن علي أنها ليست خمراً لمجرد أنهم يسمونها بغير أسمائها مثل البوظة والحشيش والأفيون والبانجو وغير ذلك من المسميات وهي كلها خمر محرمة شرعاً وبعضهم يستحلها لمجرد أنه لا يسكر منها ، ظناً منهم أن الخمر حرم شربه للسُكْر وذهاب العقل فقط ، ولو علموا الحكمة الحقيقية من تحريم الخمور لعلموا أنها ما حرمت إلا للخبث والضرر الناتج عن شربها وما تحدثه من عداوات وبغضاء بين شاربيها ، يقول ربنا تبارك وتعالي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ".
وكم من أناس في كسبهم للأموال وسعيهم علي الرزق يلتمسون طرقاً غير مشروعة ،معظمها من الربا والسحت وأكل أموال الناس بالباطل والنصب في الأسواق وإتباع أساليب اللؤم والخداع في البيع والشراء وغير ذلك من طرق أكل الحرام ، وهو يعتقد أن هذه الطرق ليس فيها ما يخالف الدين والشرع ويتبع طرق ملتوية في تحليل مثل هذه الطرق ويعتمد علي الآراء الضعيفة لبعض الوعاظ والخطباء فيظل طوال عمره يأكل الحرام وهو لا يدري .
وكم من أناس في حبهم للنساء وعشقهم لشهواتهم يحللون لأنفسهم أنواع من الأنكحة الغير مشروعة كالزواج العرفي أو زواج المتعة أو زواج الشغار وغير ذلك ، المهم أن يصل بمتعته إلي ما يريد ويعتقد أنه متزوج وأن هذا حلال وهو في الحقيقة حرام مخالفاً لشرع الله ويقضي طوال عمره أو طوال بقائه علي تلك المرأة في الزنا بجهله . وهكذا نجد كثير من النماذج التي يكون المرء فيها بجهله مخدوعاً بأنها مشروعة وحلال وهي في الحقيقة حرام ومخالفة لشرع الله .
فحينما يقضي الإنسان عمره كله بهذه الصورة مخدوعاً بجهله أنه علي الحق وهو علي الباطل ، يكون قد دمر نفسه وقتل نفسه وذبحها بسكينة الجهل فهو يمشي بين الناس وهو ميت وصدق الله العظيم إذ يقول " أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ "
وقد لا يقتل الإنسان نفسه بجهله فقط بل قد يمتد لأن يقتل غيره لأنه بجهله قد أضر بنفسه وأضر بكل من حوله وأضر بالمجتمع بأسره ، تعالو نعيش مع هذا الحديث الذي يوضح خطورة الجهل علي المرء، وكيف يضربغيره، وعظمة وجمال العلم – عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي  قال " كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً ، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل علي راهب فأتاه ، فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة ؟ فقال : لا قد أسرفت ، فقتله فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ،فدل علي رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ فقال : نعم ومن يحول بينه وبين التوبة ؟ انطلق إلي أرض كذا وكذا فأن بها أناساً يعبدون الله تعالي فاعبد الله معهم ولا ترجع إلي أرضك فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق فأتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلي الله تعالي وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيراً قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم – أي حكماً – فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلي أيتهما كان أدني فهو له فقاسوا فوجدوه أدني إلي الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة " متفق عليه . وفي رواية في الصحيح " فكان إلي القرية الصالحة أقرب بشبر ، فجعل من أهلها "
التعليق علي الحديث :
من بداية الحديث إلي قوله ليس لك توبة قد أسرفت : ثلاثة أنواع من الجهل بدين الله :
أولاً : عدم معرفة ما يليق بجلال الله وعزته وما لا يليق :
أن هناك أفعالاً لا تليق إلا بجلال الله وعزته لا يشاركه فيها أحد غيره ولو ادعي إنسان أنه يملك القدرة علي مثل هذه الأفعال فقد خرج من دائرة الإيمان إلي دائرة الكفر ، ومن هذه الأفعال قبول التوبة أو عدم قبولها ، فالله تبارك وتعالي وحده هو الذي يملك التوبة عن عباده.
يقول الحق تبارك وتعالي " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ".
يقول الحق تبارك وتعالي " أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ".
وقال تعالي " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ".
فما دامت التوبة والمغفرة هي بيدي الله تبارك وتعالي وحده فمن ذا الذي يتعدى حدوده ويشارك الله في هذه الصفة ، فليس من حق أي مخلوق أن يقول علي رجل هذا غفر له أو هذا لم يغفر له أو أن هذا من أهل الجنة أو هذا من أهل النار أو هذا كافر أو هذا فاسق إلا إذا كان هناك بينة وأمر واضح قد حكم فيه الله ورسوله علي صاحبه بالكفر أو بأنه من أهل النار وكان هذا الأمر واضحاً في المرء وضوح الشمس في وضح النهار ، وهذا ما حذرنا منه رسول الله  في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم يقول فيه النبي  :" ليس من رجل ادعي لغير أبيه وهو يعلم إلا كفر ومن ادعي ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار ، ومن دعا بالكفر أو قال عدوا الله وليس كذلك إلا حار عليه " ومعني حار عليه : أي يرجع عليه ما قاله .فهناك كثير من الآيات والأحاديث ذكرت أعمالا ووصفت فاعليها تارة بالكفر وتارة بالفسق وتارة بالظلم و تارة باللعن إلي غير ذللك من الأوصاف ولقد أجمع العلماء أنه لا يجوز وصف المسلم بالكفر أو بالفسق اوبالظالم أو لعنه إلابدليل من القرآن والسنة يصف عمله هذا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ   الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 2:58 pm

ومن أمثلة ذلك ممن لعنهم رسول الله  :
لعن الواشمة والمستوشمة ، والواصلة والموصولة ، والنامصة والمتنمصة ، والواشرة والمستوشرة ، ولعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهده ، ولعن المحلِّل والمحلَّل له ، ولعن السارق ، ولعن شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه ، ولعن من لعن والديه ، ولعن من اتخذ شيئاً فيه روح غرضاّ يرميه بسهم ، ولعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ، ولعن من ذبح لغير الله ، ولعن من أحدث حدثاً أو آوي محدثاً ، ولعن المصورين ، ولعن من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط ، ولعن من سب أباه وأمه ، ولعن من أضل أعمي عن الطريق ولم يرشده إلي مقصده ، ولعن من أتي بهيمة ، ولعن من وسم دابة في وجهها ، ولعن من ضار مسلماً أو مكر به ، ولعن زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسُّرُج ، ولعن من أفسد امرأة علي زوجها أو مملوكاً علي سيده ، ولعن من أتي امرأة من دبرها ، وأخبر أن من باتت مهاجرة لفراش زوجها لهنتها الملائكة حتى تصبح ، ولعن من انتسب إلي غير أبيه ، وأخبر أن من أشار إلي أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه ، ولعن من سب الصحابة ، ولعن الراشي والمرتشي والرائس ( وهو الواسطة في الشر ).
وقد لعن الله ( في كتابه ) من أفسد في الأرض وقطع رحمه ، وآذاه وآذى رسول الله  ، ولعن من كتم ما أنزل الله سبحانه وتعالي من البينات والهدي ، ولعن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات بالفاحشة ، ولعن من جعل سبيل الكافرين أهدي من سبيل المسلمين ، ولعن رسول الله  الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل ، وغير ذلك ممن لعنهم الله ورسوله.
وانظر وتعلم العلم الصحيح إذا كان رسول الله  أكرم الخلق علي الله وأعلمهم بالله لم يملك أن يقول لإنسان هذا غفر له وهذا لم يغفر له إلا بوحي من السماء ، فمن ذا من الناس يستطيع أن يتجرأ علي فعل ذلك ، وانظر إلي ما ورد في كتاب الله تبارك وتعالي ، فبالرغم من أن الله تبارك وتعالي قد أمر المذنب أن يتوجه إلي رسول الله  فيستغفر الله عنده ويستغفر له رسول الله  قال " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيماً " فبالرغم من أن الشرط واضح في الآية أن من أراد أن تقبل توبته لابد له وأن يستغفر الله ومع هذا الاستغفار شفاعة الرسول  ومع ذلك فقبول التوبة مرهون علي الله جل وعلا وحده إن شاء قبل التوبة وإن شاء ردها حتى ولو كان المستغفر رسول الله ، ودليل ذلك قول ربنا تبارك وتعالي لنبيه ومصطفاه في حق المنافقين " اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ".
وإليك أيضاً هذا الدليل الذي يوضح أدب رسول الله  في هذا الأمر ، روي البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال جاء رجل إلي النبي  فقال : يا رسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وقبلتها وفعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها ، فسكت النبي  ساعة ( أي بعض الوقت ) حتى نزل الأمين جبريل بما يفعله مثل هذا الرجل ليقبل الله توبته ""أي صلي الخمس صلوات إن الله يمحو بهن الخطايا " " أي أن الصلوات الخمس تكفر الذنوب بينها لقول الحق جل وعلا " وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" " ذلك ذكري للذاكرين: أي ذلك توبة للتائبين ".
فدعاه النبي  وقرأ عليه هذه الآية " فقال الفاروق عمر يا رسول الله أله خاصة ، أم للناس عامة ؟ قال  بل للناس عامة ".
أولم تسأل نفسك أخي المسلم لم انتظر رسول الله  ساعة حتى نزل الوحي من السماء ليتعلم كل مسلم ألا يفتي بغير علم وألا يتسرع في الفتوى ويجب عليه أن يسأل إذا لم يعلم .
أبعد كل ذلك يتجرأ إنسان ويتسلط علي الخلق ويقول والله لا يغفر الله لفلان هذا أبداً ، من فعل ذلك أو تعود علي ذلك نحذره بأحاديث الحبيب المصطفي  :
روي مسلم في صحيحه : عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله  :" حدث أن رجلاً قال : والله لا يغفر الله لفلان وإن الله تعالي قال : من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان هذا وأحبطت عملك أو كما قال " ومعني يتأل عليَّ : أي يحلف.
وروي مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال " سمعت رسول الله  يقول : كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين ( أي اتخذ كل واحد منهما الآخر أخاً له في الله تعالي ، يتناصحن لعمل الخير ) ، فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة فكان لايزال المجتهد يري الآخر علي الذنب فيقول له : أقصر فقال : خلني وربي ، أبعثت علي رقيبا ، فقال : والله لا يغفر الله لك ، أو لا يدخلك الله الجنة ، فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين ، فقال الله جل وعلا لهذا المجتهد : أكنت عالماً بي ؟ أكنت علي ما في يدي قادراً ؟ وقال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي ، وقال للأخر ( المجتهد ) اذهبوا به إلي النار".
قال أبو هريرة راوي الحديث " والذي نفسي بيده لقد تكلم بكلمة أوبقت دنياه وأخرته".
1- ولعل معني دخول المجتهد النار أي يعذب فيها عذاب عصاة المؤمنين تطهيراً له من هذا الذنب العظيم الذي ارتكبه لأنه تجرأ علي الله وجعل من نفسه حكماً علي إرادة الله وعلي أفعاله سبحانه وتعالي ، فالمغفرة والعذاب هي تحت مشيئة الله وحده ، يقول ربنا تبارك وتعالي معيباً علي أمثال هؤلاء " أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ "( الزخرف32) ، وقال تعالي " وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " (الفتح 14).
2- ومعني تعليق أبو هريرة في نهاية الحديث يقول : والذي نفسي بيده ..... ليدل علي مدي عظمة الخطأ حينما يكون في العقيدة والتوحيد سواء أكان هذا الخطأ بالقول أو بالعمل ، وسواءً أكان عن جهل أو عن علم ، إذ لا عذر علي الإطلاق في أخطاء العقيدة لأنها من أول الواجبات التي يجب أن يتعلمها المسلم في حياته ، أي يتعلم علي الأقل كيف يعطي لله قدره من الإجلال والتعظيم وأن ينزهه سبحانه عن كل نقص أو شبيه ، فالتوحيد الخالص هو أهم وأعظم ما في حياة المسلم ، لأنه هو أهم وأعظم ما أمر الله به جل وعلا ، ولما لا وما خلقت السموات والأرض ، وما خلقت الجنة والنار ، وما أرسلت الرسل ، وما أنزلت الرسالات ، وما جعل الحساب إلا من أجل هذا التوحيد الخالص . ألستم معي إخوة الإيمان والإسلام في أن الجهل بدين الله وخاصة العقيدة هو من أخطر ما يمكن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ   الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:00 pm

كان واجباً علي المرء والأولي لو يعلم العلم الصحيح أن يرحم أهل المعصية ويشفق عليهم ويسعى لنصحهم وهدايتهم والدعاء لهم بالهداية والمغفرة بدلاً من الإساءة إليهم وفضحهم ، وبدلاً من أن يجعل من نفسه إلاها يحكم علي هذا بالكفر وهذا بالمغفرة وهذا بالسخط وهذا بالرضا ، بل يجب أن يعلم أن حق المسلم علي أخيه كما أخبرنا رسول الله  عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - تعالي قال : قال رسول الله  " أربع من حق المسلمين عليك ، أن تعين محسنهم وأن تستغفر لمذنبهم ، وأن تدعوا لمدبرهم ، وأن تحب تائبهم " ومن الشفقة والرحمة بالمؤمنين أن ترحم أصحاب البلايا ، وهل هناك بلايا أعظم من أن يغرق المرء في ظلمات المعاصي ويتخبط في ظلمات الجهل والخطايا ، إن هؤلاء والله لهم في أشد الحاجة للرحمة بهم والإشفاق عليهم والدعاء لهم بالهداية أعظم من حاجتهم للطعام والشراب وقضاء الحوائج في هذه الحياة الدنيا . إنهم مساكين يحتاجون إلي من يرحمهم لا إلي من يتشفى فيهم ، وهذا ما نهي عنه النبي محمد  فيما ورد عن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : قال رسول الله  " لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك " رواه الترمذي .
نعم إن شدة اللَّوْم علي أهل المعاصي هي عون للشيطان عليهم كما ورد في عهد النبي  فيما رواه البخاري : أن شارب خمر جلد بين يدي رسول الله  وهو يعود ، فقال واحد من الصحابة لَعَنهُ الله ما أكثر ما يشرب ، فقال  " لا تكن عوناً للشيطان علي أخيك " . فأهل المعصية في أشد الحاجة إلي الرفق واللين عند هدايتهم والدعاء لهم بصدق وإخلاص أن يعافيهم الله جل وعلا ويهديهم إلي صراطه المستقيم .
وروي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتي النبي  برجل قد شرب الخمر فقال " اضربوه " قال أبو هريرة : فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه ، فلما انصرف قال بعض القوم " أخراك الله " قال " لا تقولوا هذا " " لا تعينوا عليه الشيطان ".
ثانياً : أن الله تبارك وتعالي لا يستعظمه ذنب أبداً مهما بلغت عظمة هذا الذنب فلو كان هذا الذنب أعظم من السموات والأراضين والجبال الراسيات لكان عفو الله ومغفرته ورحمته أوسع من هذا الذنب .
روي الترمذي بإسناد حسن : عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله  يقول : قال الله تعالي : يا بن أدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك علي ما كان منك ولا أبالي ، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة".
ولما نذهب بعيداً هل هناك ذنب يرتكبه المسلم أعظم من الكفر ... ! فليس هناك أعظم من الكفر ذنباً ، ومع ذلك اسمع إلي قول الحق جل وعلا " قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ " إذا كان هذا شأن الكافر إذا أراد التوبة ، فما بالك ما دون الكفر وكل ذنب يرتكبه المؤمن الموحد بالله فهو دون الكفر ، ويؤكد ذلك ما ورد عن النبي محمد  " أن كل من الهجرة والإسلام والحج يهدم ما قبله من عهد المعصية والانحراف والبعد عن الله " ، روي الإمام مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله  ، فقلت : ابسط يدك فلأبايعك . قال : فبسط فقبضت يدي ، فقال : مالك يا عمرو ؟ قلت : أشترط . قال : تشترط ماذا ؟ قلت : أن يغفر لي ؟ قال : " أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله ، وأن الهجرة تهدم ما قبلها ، وأن الحج يهدم ما قبله ".
وإذا كان اليأس من روح الله كفر لقوله تبارك وتعالي " إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " ، فمن ذا الذي يُقَنِّطْ الناس من رحمة ربهم ويجر الناس إلي اليأس من رحمة الله ، من فعل ذلك فكأنما يدفعهم إلي الكفر وهو لا يدري ، وقال تعالي " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " فلقد ورد في سبب نزول هذه الآية ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن وحشياً قاتل حمزة عم النبي محمد  كتب إلي رسول الله  من مكة إني أريد أن أسلم لكني يمنعني عن الإسلام آية من القرآن نزلت عليك وهي قوله تعالي " وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا " وإني فعلت هذه الأشياء الثلاثة ، فهل لي من توبة ؟ فنزلت هذه الآية " إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " فكتب بذلك إلي وحشي ، فكتب إليه وحشي : إن في الآية شرطاً وهو العمل الصالح ولا أدري هل أقدر علي العمل الصالح أم لا ؟ فنزل قوله تعالي " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا " ، فكتب بذلك إلي وحشي فكتب إليه ، إن في الآية شرطاً أيضاً فلا أدري أيشاء الله أن بغفر لي أم لا فنزل قوله تعالي " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " ، فكتب إلي وحشي فلم يجد فيها شرطاً فقدم إلي المدينة وأسلم . أسباب النزول للواحدى ورواه الطبراني في الكبير.
ولقد ورد أن الله تبارك وتعالي أوحي إلي سيدنا داود – عليه السلام – " أن يا داود بشر المذنبين وأنذر الصديقين ، قال يا رب كيف أبشر المذنبين وأنذر الصديقين ، قال بشر المذنبين أني لا يستعظمني ذنب أن أغفره وأنذر الصديقين ألا يعجبوا بأعمالهم فإني لا أضع عدلي وحسابي علي أحد إلا أهلكته ".
وأعظم دليل علي سعة عفو الله وأنه لا يستعظمه ذنب هذا الحديث الذي بين أيدينا وهو حديث قاتل المائة نفس وليس نفساً واحدة ..... ! ، أتدري ما معني قتل مائة نفس لكي تفهم معني ذلك انظر عقوبة وجزاء قتل نفس واحدة بدون حق ، يقول الحق جل وعلا " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " .
قال مجاهد في تفسير هذه الآية : من قتل نفساً محرمة يصلي النار بقتلها كما يصلاها لو قتل الناس جميعاً ومن أحياها أي من سلم من قتلها فكأنما سلم من قتل الناس جميعاً .
وقال قتاده في تفسير هذه الآية : من قتل مسلماً ظلماً فكأنما قتل الناس جميعاً في الإثم ، لأنهم لا يسلمون منه ومن أحياها وتورع عن قتلها فكأنما أحيا الناس جميعاً في الثواب لسلامتهم منه .
وقال الحسن في تفسير هذه الآية : فكأنما قتل الناس جميعاً أي أنه يجب عليه من القصاص ما يجب عليه لو قتل الكل ومن أحياها أي عفي عن من له عليه قود فكأنما أحيا الناس جميعاً . قال سلمان بن علي للحسن : يا أبا سعيد أهي لنا كما كانت لبني إسرائيل ؟ قال : والذي لا إله غيره ما كانت دماء بني إسرائيل أكرم علي الله من دمائنا ،" من أحيا النفس " أي بتخليصها من المهلكات كالحرق والغرق والجوع المفرط والحر والبرد المفرطين .
أيضاً تعظيماً لحرمة قتل نفس مؤمنة بغير حق ، قال الحق جل وعلا متوعداً بصورة جعلت العلماء والصحابة يختلفون هل للقاتل توبة أم لا ؟ من قوة التهديد والوعيد لقتل النفس المؤمنة بغير حق وخاصة أنه لم يتبعها بنصوص التوبة كما يحدث في كثير من نصوص القرآن التي تتوعد أهل المعاصي فكان يتبعها " إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا " قال تعالي " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " . ويقول رسول الله  " لزوال الدنيا أهون علي الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم النار "رواه ابن ماجة والبيهقي . وروي الإمام البخاري " الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغمس ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ   الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:02 pm

فتأمل أخي المسلم إذا كان كل الذي ذكرناه هو من أجل حرمة قتل نفس واحدة فما بالك بقتل مائة نفس ، بدون أدني شك جرم عظيم ولكن كم يساوي هذا الجرم وغيره من الجرائم أمام سعة ورحمة الواحد الديان ، انظر إلي العظمة في هذا الحديث الذي بين أيدينا ، بمجرد أن هذا الرجل قاتل المائة نفس بغير وجه حق توجه إلي الله بقلبه صادقاً في توبته ولم يفعل خيراً قط إلا التوحيد بمجرد فقط الإحساس بالندم والإقلاع عن المعصية وتوجه بصدق وإخلاص إلي الله تعالي قبلَ الله توبته وكان من أهل رحمته ورضوانه ، وتأكيداً لهذا المعني تجد من سعة رحمة الله جل وعلا وأن الله لا يستعظمه ذنب أبداً مهما كانت عظمة هذا الذنب أن الله جل وعلا غفر لعبد لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد .
روي الإمام البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالي عنه قال : قال رسول الله  " لقد دخل رجل الجنة ما عمل خيراً قط إلا التوحيد قال لأهله حين حضره الموت : إذا أنامت فاحرقوني بالنار ثم اسحقوني ثم ذروا نصفي في البحر ونصفي في البر فلما مات فعلوا ذلك فأمر الله تعالي البر والبحر فجمعاه ، فقال : ما حملك علي ما صنعت ؟ قال : مخافتك يا رب فغفر الله له بذلك ".
أتدري بأي شيء غفر الله لهذا الرجل ... ! ، لأن الله نظر في قلبه عند الموت فوجد فيه الخوف من عذاب الله والرجاء في رحمته وعفوه ، ولقد أخبرنا من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي أنه ما من امرئ يجتمع في قلبه الخوف والرجاء عند الموت إلا أمنه الله مما يخاف وأعطاه ما يرجوا ، فعن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله  " ما اجتمع الرجاء والخوف في قلب امرئ مسلم عند الموت إلا أعطاه الله ما يرجوا وصرف عنه ما يخاف ".
روي في سنن ابن ماجة بسند صحيح عن أنس ابن مالك – رضي الله عنه – أن النبي  دخل علي شاب وهو في الموت فقال : " كيف نجدك ؟ " قال : أرجوا الله يا رسول الله ! وأخاف ذنوبي . فقال رسول الله  : "لا يجتمعان في قلب عبد ، في مثل هذا الموطن ، إلا أعطاه الله ما يرجوا ، وأمنه مما يخاف ".
ولقد بلغ من سعة رحمة الحق جل وعلا ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  " جعل الله الرحمة مئة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءً وأنزل إلي الأرض جزءً واحداً فبه يتراحم الخلق حتى إن الفرس لتضع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ."
وروي الحاكم عن الحسن قال : قال رسول الله  " إن لله تعالي مئة رحمة أهبط منها رحمة واحدة إلي أهل الدنيا فوسعتهم إلي آجالهم وإن الله لقابض تلك الرحمة يوم القيامة فيضمها إلي التسعة والتسعين فيكملها مئة رحمة لأولياءه وأهل طاعته."
تخيل يا عبد الله مدي سعة ورحمة الواحد الأحد الفرد الصمد ، رحمة واحدة وهي جزء من مائة جزء وسعت جميع الخلائق إلي قيام الساعة فكيف تتخيل هذه الرحمة حينما تصبح مئة جزء ، لهذا ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : لا تزال الرحمة بالناس يوم القيامة حتى إن إبليس يرفع رأسه رجاء أن تصيبه مما يري من سعة رحمة الله وشفاعة الشافعين .
وعن يحيي بن معاذ الرازي رحمه الله تعالي أنه كان يقول " إلهي قد أنزلت علينا رحمة واحدة وأكرمتنا بتلك الرحمة فوسعتنا إلي آجالنا فإذا أنزلت علينا مئة رحمة فكيف لا نرجو مغفرتك ؟ ".
أبعد كل ما ورد في سعة رحمة الله جل وعلا يأتي مخلوق ويقول لإنسان أن الله لا يغفر له ، أولا تدركه رحمة الله وعفوه ، أعتقد أن هذا ظلم للنفس عظيم ما بعده ظلم ، وتجرؤ علي الله ليس له جزاءً إلا جهنم ، نعوذ بالله من غضبه وعقابه .
ثالثاً : التسرع في الفتوى مع الجهل بما يفتى :
فإن هذا النوع من الجهل من أخطر ما يمكن لأن ذلك يكون سبباً في نشر الضلال والفساد بين الناس ، فكم من بيوت خربت وتشرد أهلها بفتوى خاطئة ، وكم من أناس ظَلَمُوا وعَسَوْ في الأرض فساداً ودمروا الأخضر واليابس وقتلوا الأبرياء بفتوى خاطئة ، وكم من أناس أهرقت دمائهم ظلماً وعدواناً بفتوى خاطئة ، وكم من أموال أكلت بدون وجه حق بفتوى خاطئة ، وكم من فتيات وشباب ضلوا وانحرفوا بسبب فتوى خاطئة ، وكم جرائم زنا وشرب الخمر استبيحت بفتوى خاطئة ، فليس هناك ضلال في الأرض أعظم من الضلال الذي تسببه فتاوى خاطئة من جهلاء بدين الله جل وعلا.
يوضح هذا المعني الحديث الذي روي في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي  قال " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " وتأكيداً لخطورة التسرع في الفتوى مع الجهل ، انظر إلي هذا الحديث الذي يوضح الجريمة التي يرتكبها المرء في حق نفسه وفي حق الناس حينما يتسرع في الفتوى فيخطئ فيها " عن جابر بن عبد الله قال خرجنا في سفر فأصاب رجلاً منا حجراً فشج رأسه ثم احتلم ، فسأل أصحابه هل تجدون لي رخصة في التيمم ؟ فقالوا : ما نجد لك رخصة وأنت تقدر علي الماء ، فاغتسل فمات ، فلما قدمنا علي رسول الله  أخبر بذلك ، فقال قتلوه قتلهم الله ، ألا سألوا إذا لم يعلموا ؟ إنما شفاء العي السؤال ، إنما كان يكفيه أن يتيمم ثم يعصب علي جرحه خرقة ثم يغسل باقي جسده ويمسح عليه."رواه أبو داود وابن ماجة والدارقطن وصححه بن السكن.
فبالله عليكم أي فساد يصيب حياة الناس أعظم من الجهل ، إن العلم والعلماء بمثابة جهاز المناعة لهذه الأمة فإذا اختفي العلم من حياة الناس وانقرض العلماء كانت الأمة بلا مناعة ، فأي جرثوم صغير قادر علي قتل هذه الأمة وتدميرها فليس هناك جريمة يرتكبها الإنسان في حق نفسه أعظم من جريمة الفتوى بجهل ، ويعبر عنها رسول الله  بقوله " قتلوه قتلهم الله " .
ولهذا ورد عن الفاروق عمر مرفوعاً إلي رسول الله  " أجرؤكم علي الفتوى أجرؤكم علي النار " .
وانظر يا أخي وتعلم من الصحابة الأطهار والأئمة الأربعة في نظرتهم للفتوى والتحدث في دين الله :-
إن الصحابة الأطهار مع ما رزقوا من البصيرة والطهارة والتوفيق والسداد وأخذهم العلم غضاً طرياً من فم الحبيب محمد  كان كثير منهم لا يجيب حتى يسأل صاحبه :يقول ابن أبي ليلي أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب رسول الله  يسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلي هذا وهذا إلي هذا حتى ترجع إلي الأول وما منهم من أحد يحدث بحديث أو يسأل عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه هذا الحديث أو هذه المسألة .
وقال عتبة بن مسلم : صحبت عبد الله ابن عمر أربعة وثلاثين شهر فكان كثيراً ما يُسأل فيقول لا أدري . أتدري يا عبد الله من هو عبد الله بن عمر ...... !
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه : " والله إن الذي يفتى الناس في كل ما يستفتونه لمجنون ."
ولقد سُأل القاسم بن محمد وهو من أحد الفقهاء السبعة في المدينة عن شيء فقال لا أحسنه ، فقال له السائل : إني جئت إليك لا أعرف غيرك ، فقال له القاسم : لا تنظر إلي طول لحيتي وكثرت الناس حولي والله لا أحسنه والله لأن يقطع لساني أحب إلي من أن أتكلم بما لا علم لي به .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ   الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:05 pm

وسُـأل الشعبي عن مسألة فقال : لا أدري ، فقيل له : ألا تستحي أن تقول لا أدري وأنت فقيه العراق ، فقال : لكن الملائكة لم تستحي حينما قال لهم ربنا تبارك وتعالي " أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " قالوا " سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ " .
وها هو الإمام أبو حنيفة مع براعته في الفقه والاجتهاد وقدرته علي الاستنباط له مسائل معروفة قال فيها لا أدري .
روي الخطيب البغدادي عن أبي يوسف قال : سمعت أبا حنيفة يقول لولا الخوف من الله أن يضيع العلم ما أفتيت أحداً أبداً تكون المهنأة له وعلي الوزر . وكان يقول : أي أبو حنيفة : من تكلم في شيء من العلم وتقلده وهو يظن أن الله لا يسأله عنه : كيف أفتيت في دين الله ؟ فقد سهلت عليه نفسه ودينه .
وها هو الإمام مالك يقول : " من سأل مسألة فينبغي له قبل أن يجيب فيها أن يعرض نفسه علي الجنة والنار ، وكيف يكون خلاصه في الآخرة ثم يجيب فيها . وقال مصعب وجهني أبي بمسألة ومعي صاحبها إلي الإمام مالك ، فقال : ما أحسن فيها جواباً ا سلوا أهل العلم " من الذي يتكلم أفقه أهل المدينة الذي اشتهر لا يفتى ومالك في المدينة ، يقول اسألوا أهل العلم " أي ورع هذا وأي احترام وتقديس لقيمة العلم والفتوى يا ليت شباب الإسلام يتعلموا هذا الأدب وهذا الورع .
ولقد كان الرجل يسأل الإمام مالك عن المسألة فيقول العلم أو سع من هذا وقال بعضهم للإمام مالك إذا قلت أنت يا أبا عبد الله لا أدري فمن إذاً يدري بعدك ؟ فقال له : ويحك ما عرفتني ومن أنا ؟ وأي شيء منزلتي حتى أدري ما لا تدرون ؟ لقد قال عتبة بن مسلم صحبت ابن عمر أربعة وثلاثين شهر فكان كثيراً ما يُسأل فيقول لا أدري . فمن أنا إنما أهلك الناس العجب وطلب الرئاسة وهذا يضمحل من قليل .
ولقد سُــأل الإمام أحمد بن حنبل عن مسألة فقال دعنا من هذه المسألة المستحدثة وكان كثيراً ما يقول لا أدري .
وجاءه رجل يسأل عن مسألة " فقال لا أجيبك في شيء ثم قال له : لقد قال عبد الله بن مسعود إن كل من يفتي الناس في كل ما يستفتونه لمجنون ."
رابعاً: نلاحظ في الحديث أن الرجل قاتل المائة ما عرف حقيقة التوبة إلا بالعلم الصحيح الذي أفتاه به العالم وهو الذي أجابه في المرة الثانية ، أي أنه لولا العلم الصحيح لظل هذا الرجل يطغي ويفسد في الأرض بالقتل ، وما تعلم الرجل العلم الصحيح إلا بتكرار السؤال والبحث عن العلم بالبحث عن العلماء وسؤالهم ومجالستهم والاستفادة من علمهم وهذا هو المعني الحقيقي الذي ورد في حديث جابر رضي الله عنه حينما قال رسول الله  " هلا سألوا إذا لم يعلموا ؟ إنما شفاء العي السؤال ".
وحينما تقرأ وتبحث في حياة الصحابة الأطهار تجد نماذج رائعة من هذا الجيل ما أصبحوا منابع للعلوم ومصابيح للهداية إلا بتعلم العلم الصحيح وما تعلموا هذا العلم إلا بكثرة السؤال ومجالسة العلماء ، فها هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما والذي له وعليه يطلق هذا المعني " ذللت طالباً فعززت مطلوباً " هكذا كان عبد الله بن عباس ، لقد سأل رضي الله تعالي عنه يوماً " كيف أصبت هذا العلم " فأجاب " بلسان سؤول وقلب عقول " . ويقول رضي الله عنه " إني كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي محمد  .
وهو القائل : لقد كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل " أي وقت القيلولة " فأتوسد ردائي علي بابه فتسفي الرياح علي وجهي التراب فيخرج فيراني فيقول يا ابن عم رسول الله  ما جاء بك ألا أرسلت إليَّ فآتيك أنا ؟ فأقول أن أحق أن آتيك . فأسأله عن الحديث .
قال ابن عباس :" فبقي هذا الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليَّ فقال : كان هذا الفتي أعقل مني ".
وقال رضي الله عنه " كنت الزم الأكابر من أصحاب رسول الله  من المهاجرين والأنصار فأسألهم عن مغازي رسول الله  وما نزل من القرآن في ذلك وكنت لا آتي أحد إلا سُرَّ بي لقربي من رسول الله  وكنت آتي أبي بن كعب وكان من الراسخين في العلم وهو نائم فأقيل علي بابه ولو علم بمكاني لأحب أن يوقظ لي لمكاني من رسول  ولكني كنت أكره أن أمله .
ولقد كان بكثرة إلحاحه وحرصه علي طلب العلم كانت معارفه وحكمته وفقهه يزداد كل يوم حتى أن الفاروق عمر كان يستشيره في كل أمر خطير أو كبير وكان يلقبه بفتي الكهول ، " هكذا ظل ابن عباس يَسْأل ويَسْأل حتى أصبح فقيهاً عظيما هو الذي يُسْـأل ويُسْـأل ويُسْـأل ". فطالب العلم يخضع ويتذلل لطلب العلم حتى يحصل علي مراده ومطلوبه من العلم ، فإذا حصل علي مراده ومطلوبه من العلم أصبح عزيزاً كريماً يهابه ويُجله الناس ، يصبح مطلوباً بعد أن كان طالباً ، ويصبح مسئولاً بعد أن كان سائلاً ، ورحم الله القائل :
اصـبر علي مـر الجفا من مـعلم فـإن رسوب العـلم في نفراته
ومـن لـم يـذق ذل التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حـياته
ومن فاتـه التعـليم وقت شبابه فـكــبّر علـيه أربـعا لوفــاته
حياة الفتي والله بالعلم والتقى إذا لم يكونا فلا اعتبار لذاته
وها هو أبو هريرة : الذي له وعليه يطلق هذا المعني " إن العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك "، فكان أبو هريرة - رضي الله عنه – يعلم علم اليقين أن العلم لا يتحصل عليه إلا من بذل وقته ونفسه وماله وأخلص في طلبه ويبلغه للناس : لهذا كان من أفقر الصحابة ومن أهل الصفة . فعن عبد الرحمن بن عبيد عن أبي هريرة قال :" إني كنت لأتبع الرجل أسأله عن الآية في كتاب الله عز وجل لأنا أعلم بها منه ومن عشيرته وما أتبعه إلا ليطعمني القبضة من التمر أو الدقيق أسد بها جوعي . ويقول : لقد أقبلت علي عمر بن الخطاب أحدثه حتى بلغ بابه ، فأسند ظهره إلي الباب فاستقبلني بوجهه فكلما فرغت من حديث حدثته أخر حتى إذا لم أري شيئاً انطلقت ، فلما كان بعد ذلك لقيني فقال : يا أبا هريرة لو كان في البيت شيء لأطعمناك".
وعن محمد قال : كنا عند أبي هريرة فتمخط فمسح بردائه وقال الحمد لله الذي تمخط أبو هريرة في الكتان لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منزل عائشة ومنبر رسول الله  مغشياً عليَّ من الجوع ، فيمر الرجل فيجلس علي صدري معتقداً أني بي صرع ، فأرفع رأسي وأقول ليس بي صرع إنما هو الجوع.
ومع هذا الفقر الشديد والحاجة التي ابتلي بها أبي هريرة ومع ذلك لم يجري وراء تجارة أو أرضاً أو دنيا ، بل آثر أن يكون من أهل الصفة ليكون أكثر ملازمة لرسول الله  ، فلقد صحب أبو هريرة رسول الله  أربع سنوات انقطع فيها لخدمة النبي وصحبته وكان ملازماً لرسول الله  كظله تماماً ، فلم يملك تجارة لينشغل بها ولا يملك أرضاً يقوم برعايتها وهو الذي قال عن نفسه " نشأت يتيماً وهاجرت مسكيناً ".
وكانت النتيجة أن تعلم من رسول الله  علماً أهله أن يكون أكثر الصحابة رواة للحديث فلقد روي عنه ................
حتى أنه حدث عنه أكثر من ثماني مئة من الصحابة والتابعين وهو الذي يقول عن نفسه: ما من صحابي من صحابة رسول الله  هو أكثر مني حديثاً عن النبي  إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ   الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:07 pm

ما وصل هؤلاء الصحابة أمثال عبد الله ابن عباس وأبو هريرة وغيرهم إلي هذه الدرجة من العلم حتى أصبحوا أساتذة لكل الأساتذة ومعلمين لكل المتعلمين إلي قيام الساعة ، إلا بفضل اجتهادهم في طلب العلم وحرصهم علي ملازمة مجالس العلم وسؤال العلماء.
خامساَ : نجد في الحديث من أهم أسس التوبة تغيير مكان المعصية وتغيير الرفقة السوء التي كانت مصاحبة للمرء عند معصيته ، فقال " وما يحول بينك وبين التوبة اذهب إلي أرض كذا ................... إلي نهاية الحديث"، وهذا يوضح أنه لابد للمرء أن يكون مبغضاً لأهل المعاصي ومحباً للصالحين فذلك من أوثق عري الإيمان لما رواه الإمام أحمد عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله  " أوثق عري الإيمان الحب في الله والبغض في الله تعالي " ، ويقول  " اللهم لا تجعل لكافر عليَّ منة فترزقه مني محبة " .
ويروي أن الله تعالي أوحي إلي موسي عليه السلام : هل عملت لي عملاً قط ، فقال : إلهي إني صليت لك وصمت وتصدقت وزكيت ، فقال الله جل وعلا : إن الصلاة لك برهان والصوم لك جنة والصدقة لك ظل والزكاة لك نور ، فأي عمل عملته لي ؟ قال موسي : إلهي دلني علي عمل هو لك ؟ قال : يا موسي هل واليت لي وليا قط ؟ وهل عاديت في عدواً قط ؟ فعلم موسي أن أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله .
ولقد فهم الصحابة ذلك جيداً ، يؤكد ذلك ما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالي عنهما " قال : والله لو صمت النهار لا أفطره وقمت الليل لا أنامه ، وأنفقت مالي غلقاً غلقاً في سبيل الله ، وأموت وليس في قلبي حب لأهل طاعة الله وبغض لأهل معصيته ما نفعني ذلك شيئاً ."
وحب الصالحين وبغض أهل الفسق والفجور يحتم علي المرء التحري في اختيار جلسائه والتحري في اختيار إخوانه وخلانه ، فمن إتخذ صاحباً أو حبيباً أو خليلاً ورافقه فهو دليل علي رضاه بدينه وأخلاقه فلو كان الصاحب والجليس فاسقاً سيء الخلق فمصاحبته ومؤاخاته رضا بما هو عليه ، وهذا يكفي للعن من الله جل وعلا ، يؤكد ذلك ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله  " إن أول ما دخل النقص علي بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقي الرجل فيقول : يا هذا اتقي الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد وهو علي حاله ، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ثم قال :" لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ " ( المائدة 78 : 81) ثم قال : كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن علي يد الظالم ولتأطرنه علي الحق أطراً ولتقصرنه علي الحق قصراً ، أو ليضرن الله بقلوب بعضكم علي بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم" رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن واللفظ لأبي داود.
فهل هناك خطورة علي دين المرء وإيمانه أعظم من خطورة مجالسة أهل المعاصي ، وإليك هذا الحديث أيضاً الذي يؤكد هذه الخطورة والتي تصل بالمرء إلي الشرك بالله وهو لا يدري .
قال رسول الله  " الشرك أخفي من دبيب النمل علي الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن يحب المرء علي شيء من الجور ويبغض علي شيء من العدل وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله تعالي ، ثم تلا قول الحق جل وعلا ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) رواه الحاكم وصححه.
انظر إلي نص الحديث بمجرد أن تحب المرء علي ما فيه من الظلم والفسق وأن تكره آخر علي ما فيه من العدل والصلاح اعتبر ذلك نوع من أنواع الشرك الخفي الذي يتسلل إلي القلوب فيفسد ما فيها من الإيمان ، أي خطورة أعظم من هذه الخطورة ، وليس هذا فحسب بل إن مجالسة أهل الفسق والمعاصي والبدع قد يؤثر فيك لا محالة ولابد وأن تنجرف معهم في ما هم فيه من الوحل وأن تنحدر معهم إلي هذا المنحدر السيء من سوء الأخلاق إذ أنه من المعلوم أن الصاحب والرفيق لكل منهم تأثيره علي الآخر تأثيراً شديداً ، صوره لنا رسول الله  بأعظم صورة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  " المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " رواه أبو داود والترمذي والحاكم ، فيا لعظمة هذا التعبير كأن رسول الله  يقول لك موضحاً أنك إذا أردت أن تتعرف علي حقيقة المرء ( دينه وأخلاقه وسلوكياته ) فانظر إلي من يصاحب أو يخالل أو يجالس ، فالطيور كما يقال علي أشكالها تقع ، ورحم الله الإمام علي كرم الله وجهه ورضي عنه وأرضاه يقول في هذا المعني :
فلا تصحب أخاً الجهل وإياك وإياه فكم من جاهل أردي حليماً حين أخاه
يقاس المرء بالمرء إذا مــا المرء ما شاه وللــشيء من الـشيء مقاييس وأشباه
وللـــقـــــــــــــلب علي القــــــلب دلـــــــــــيل حــــــــين يلـــــــــقاه
لهذا نستطيع أن نقول أن اختيار الصاحب والصديق يعد من أخطر ما في حياة المرء وهذه الخطورة يوضحها لنا الحق جل في علاه في القرآن الكريم في أروع صورة تغني عن كثير من الكلام ، قال تبارك وتعالي " الأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ " (الزخرف 67) ، وقال تبارك وتعالي " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولا " (الفرقان27 : 29) ، وقال تعالي " وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ " (غافر 48،47) ، وقال تعالي " إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ " (البقرة 166) ، وقال تعالي " فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ " (عبس) .
وهكذا كثير من النصوص ترسم لنا صور أهل الهوي والمعاصي يوم القيامة يتبرأ بعضهم من بعض ويلعن بعضهم بعضاً ويفر بعضهم من بعض حتى إبليس اللعين الذي زين لهم الهوى والباطل وجمعهم علي معصية الله ومحاربة هدية وتشريعه وأعانهم علي نشر الفساد في الأرض يتبرأ منهم حينما يجتمعون جميعاً في جهنم وصدق الله العظيم إذ يقول عن هذا الشيطان اللعين معلماً ومحذراً المغرورين به " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "(النور21).
وقال تعالي " إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "(البقرة169).
وقال عز وجل أيضاً علي لسان الشيطان اللعين موضحاً مدي عداوته لبني آدم وتوعده له بالغواية والاحتلال قال تعالي " إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا "(النساء120:117).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ   الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:08 pm

وقال تعالي " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ "(فاطر6).
وقال تعالي " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (البقرة 268).
ونسوا هؤلاء المخدوعين بمكر الشيطان وكيده ، أن الشيطان قد تبرأ منهم في الدنيا وسوف يتبرأ منهم أيضاً في الآخرة ، ففي الدنيا ضرب الحق جل وعلا مثالين يوضح لنا كيف يتبرأ الشيطان من أتباعه والمخدوعين المغرورين بكيده ومكره ومتي تبرا منهم الشيطان :
الصورة الأولي : في سورة الأنفال وهي صورة الكفار من قريش حينما أغراهم الشيطان بأنهم هم الأعلى والأقوى وأنهم لا غالب لهم اليوم من الناس وهو نفسه عوناً وسنداً لهم وانخدعوا بوعوده كما ينخدع كثير من الناس في كل وقت وفي كل مكان ، فكانت النتيجة كما قال الحق جل وعلا " وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (الأنفال 48). هنا ما تبرأ منهم الشيطان إلا بعد أن أوردهم موارد الهلاك ، تبرأ منهم في وقت لو ندموا فيه ما نفعهم فيه ندم ، فلقد مات الكثير منهم مع أئمة الكفر ، ماتوا كفاراً فخسروا دنياهم وآخرتهم.
والصورة الثانية : في سورة الحشر يرسم لنا نفس الصورة الحق جل وعلا بقوله "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (الحشر16) ، وقال ابن جرير عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية قال : كانت امرأة ترعي الغنم وكان لها أربعة إخوة وكانت تأوي بالليل إلي صومعة راهب قال : فنزل الراهب ففجر بها فحملت فأتاه الشيطان فقال له : اقتلها ثم ادفنها فإنك رجل مَصَدَّق يسمع قولك فقتلها ثم دفنها ، قال : فأتي الشيطان إخوتها في المنام فقال لهم : إن الراهب صاحب الصومعة فجر بأختكم فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا وكذا ، فلما أصبحوا قال رجل منهم : والله لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك ؟ قالوا : لا بل قصها علينا ، قال : فقصها فقال الآخر : وأنا والله ، لقد رأيت ذلك ، فقال الأخر : وأنا والله لقد رأيت ذلك ، قالوا فوالله ما هذا إلا لشيء ، قال فانطلقوا فاستعدوا ملكهم علي ذلك الراهب فأتوه فأنزلوه ثم انطلقوا به فلقيه الشيطان فقال : إني أنا الذي أوقعتك في هذا ولن ينجيك منه غيري فاسجد لي سجدة واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه ، قال : فسجد له ، فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه وقال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين ، تفسير ابن كثير .
أما في الآخرة فيتبرأ أيضاُ هذا الشيطان اللعين من أتباعه وحزبه وكل من استجابوا لنداه وأتبعوا أمره وعَصَوْ أوامر ربهم وخالفوا هدي أنبيائهم ، يرسم لنا الحق جلا في علاه صورة لهذا الشيطان وهو واقف في جهنم خطيباً في أهلها علي منبر من نار ، يقول ربنا تبارك وتعالي في سورة إبراهيم " وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " انظر إلي أي حد يسخر الشيطان من حزبه وأتباعه وكل من أطاعوه في الدنيا " وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ " أي يعترف بأنه كان من أضعف ما يمكن ولم يكن لديه أي قوة يمكن أن تؤثر علي أحد ، كل الذي يملكه الشيطان " إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي " أي بمجرد الإشارة إليكم وجدت منكم الاستجابة ، هل كان لدي قوة أؤثر بها عليكم ، هل كان لدي سلطان أتحكم به فيكم ، فما الذي جعلكم تنخدعوا وتستجيبوا لي " فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم ".
فبالله عليكم أي حسرة يمكن أن تملأ قلوب حزب الشيطان وأتباعه أعظم من هذه الحسرة وهي حسرة الندم الذي يكون في وقت لا ينفع فيه الندم ، وصدق الله العظيم "وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ " (مريم39).
تلكم هي بعض صور أهل الهوى والمعاصي والعشق والفجور الذين يجتمعون علي الباطل الذي يرسمه لهم الشيطان ، وزينها لهم والتي رسمها وصورها لنا القرآن الكريم.
أما في السنة النبوية المطهرة :
يوضح رسول الله  مدي تأثير الجليس علي جليسه والصديق علي صديقه بهذا الحديث الذي يرويه أبي موسي الأشعري رضي الله عنه أن النبي  قال " إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك (أي يعطيك) وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً نتنة " متفق عليه .
انظر إلي هذه الصورة النبوية الرائعة إنها توضح قيمة الجليس الصالح لن تنال من وراءه إلا كل خير فليس فيه شر وليس فيه ما يؤذي بل مجالسته كلها خير أما الجليس السوء السيئ الخلق فليس من وراءه أي نفع أو خير يرجى من وراءه فليس من وراءه إلا الخسران وكل ما يؤذي دنياه وأخرته.
وخلاصة الأمر أن مجالسة الصالحين فيها خيري الدنيا والآخرة ، ومجالسة الفساق أو أهل البدع والضلال لم يجني المرء من ورائها إلا الخسران والهلاك في الدنيا والآخرة .
لهذا نجد كثيراً من النصوص القرآنية تحذر رسول الله  نفسه وهو أكرم الخلق علي الله وأحبهم إليه من مجالسة أهل الفسق والضلال وبالتالي يحذر الأمة بأكملها من خطر مجالسة العصاة وأهل الفجور ، فقال تعالي " وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " (الأنعام68) .
وقال تعالي " فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا " (النجم29).
وقال تعالي " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ " (هود123،112).
انظر إلي أي حد بلغ تحذير القرآن من مجالسة الظلمة والفاسقين والركون إليهم ، يأتي التحذير من الله جل وعلا لأكرم وأعظم شخصية في الوجود وأحب المخلوقات إليه سبحانه وتعالي ، أنه مجرد الركون والميل إلي الظلمة والفاسقين تكون عقوبته من أشد العقوبات (فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، نفس المعني يتكرر مرة ثانية في سورة الإسراء وبنفس الصورة من الوعيد الشديد ، قال تعالي " وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا"(الإسراء75:73).
ومن ناحية أخرى يدعوا القرآن نبيه محمد  ، وبالتالي أمته  أن يجالسوا أهل ذكره وأهل طاعته وأهل العلم والصلاح ، فقال تعالي " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا "(الكهف28) . ثم يأتي الأمر مكرراً في سورة الأنعام بالاهتمام بأهل الصلاح والتقوى وأهل ذكره وتسبيحه ومجالستهم أيضاً بصورة من الوعيد الشديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ   الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:10 pm

الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ "(النعام52).
وفي سورة عبس يعاتب الحق جل وعلا نبيه ومصطفاه محمد  عتاباً شديداً لمجرد اهتمامه بأهل الكفر والإلحاد أكثر من اهتمامه بذلك المسلم الذي يريد الله والدار الآخرة حتى ولو كان أعمي ضرير ،فقال تعالي " عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى " .
سبب نزول هذه الآيات :
أخرج الترمذي والحاكم عن عائشة رضي الله تعالي عنها قالت : أُنْزِلَتْ هذه الآيات في ابن أم مكتوم الأعمى ، أتي رسول الله  فجعل يقول : يا رسول الله أرشدني وعند رسول الله  رجل من عظماء المشركين فجعل رسول الله  يعرض عنه ويقبل علي الآخر ، فيقول له : أتري بما أقول بأساً ؟ فيقول : لا ، فنزلت هذه الآيات .
نستطيع أن نصل بك أخي المسلم أن أخطر ما في حياتك هو اختيار صديقك وجليسك ، ونظراً لهذه الخطورة فمن الواجب علي كل امرئ مسلم يخاف علي دينه وإيمانه أن يحسن اختيار جلسائه ليكونوا من أهل الصلاح والتقوى .
وإليك بعض ما ورد من الحكم من أهل الحكمة والخبرة في اختيار الصديق والجليس لعلك تستعين بها في اختيار صديقك أو أخاك أو جليسك .
روي عن سعيد ابن المسيب قال : قال عمر رضي الله عنه " عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء . ضع أمر أخيك علي أحسنه حتى يجيئك ما يغلبك منه ، واعتزل عدوك ، واحذر صديقك إلا الأمين من القوم ، ولا أمين إلا من يخشى الله ، فلا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ولا تطلعه علي سرك ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله تعالي .
وقال جعفر الصادق لا تصاحب خمسة : الكذاب فإنك منه علي غرور وهو مثل السراب يقرب منك البعيد ويبعد منك القريب ، ولا الأحمق فإنه يضرك من حيث يريد أن ينفعك ، والبخيل فإنه يقطع بك أحوج ما تكون إليه ، والجبان فإنه يُسَلِّمك ويفر عند الشدة ، والفاسق فإنه يبيعك بأكلة أو أقل منها قيل وما أقل منها ؟ قال : الطمع فيها ثم لا ينالها .
لقد روي عن سيدنا عيسي عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام أنه قال للحواريين ذات يوم " تحببوا إلي الله ببعض أهل المعاصي وتقربوا إلي الله بالبعد عنهم والتمسوا رضا الله بسخطهم " قالوا يا روح الله فمن نجالس ؟ قال : جالسوا من تذكر كم بالله رؤيته ويحببكم في الآخرة عمله ومن يزيد في عملكم كلامه " .
ومن وصايا لقمان لابنه " يا بني إذا رأيت قوماً يذكرون الله تعالي فاجلس معهم فإن تك عالماً ينفعك علمك وإن تك جاهلاً علموك ، ولعل الله يطلع عليهم برحمته فتصيبك معهم وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله تعالي فلا تجلس معهم فإنك إن تك عالماً لا ينفعك علمك وإن تك جاهلاً يزيدوك غيا ولعل الله يطلع عليهم بسخطه فيصيبك معهم ".
نعم خير الصديق هو الذي إن نسيت الله ذكرك وإن ذكرت الله أعانك وإن اعوججت قومك وأرشدك ونصحك ، فما أعظم مجالسة الصالحين وما أسوأ مجالسة الفاسقين ، وهذا ما نصح به هذا العالم قاتل المائة أن يغير صحبته ورفقته بقوم آخرين صالحين وينتقل من تلك القرية التي ارتكب بها هذه الجرائم إلي بلدة أخرى طيبة .
نستطيع أن نقول في النهاية أن الجهل مرض خطير يشبه تماماً مرض الإيدز حينما يصيب الإنسان فإنه يدمر جهاز المناعة وإذا دمر جهاز المناعة مات الإنسان من أقل ميكروب يصيبه وجهاز المناعة في هذه الأمة هم العلماء ، فلو انقرض العلماء وفشي الجهل بين أبناء هذه الأمة المسلمة ماتت هذه الأمة ، وأعظم ما يوضح هذا المعني هذا الحديث .
روي في الصحيحين عن عبد الله ابن عمر وعن النبي  قال " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يبقي عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ".
ورحم الله أبي الدرداء رضي الله عنه قال : أيها الناس ما لي أري علماؤكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون ؟ تعلموا قبل أن يرفع العلم فإن رفع العلم بذهاب العلماء .
أي تعلموا العلم الصحيح قبل أن يأتي يوم يبحث فيه الناس عن عالماً صادقاً أميناً فلا يجدونه ، فالجاهل الذي رضي لنفسه أن يعيش جاهلاً ويموت جاهلاً وذلك بإعراضه عن مجالس العلم وعدم اجتهاده في تعلم أي شيء في هذه الحياة الدنيا فمثله كمثل الأرض البور والبيت الخراب الذي لا نفع فيه علي الإطلاق ، ولما لا وهو بجهله يكون غير قادر علي أن ينفع نفسه ، فكيف يمكن أن ينفع غيره ؟ ففاقد الشيء لا يعطيه.
عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله  " مثل ما بعثني الله به من الهدي والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً : فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخري إنما هي قيعان لا تمسك ماءاً ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعَلّمَ ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به " متفق عليه .
غيث : المطر طائفة : بقعة طيبة : جيدة التربة
الكلأ : المرعي رطباً كان أو يابساً. العشب : الكلأ الرطب .
أجادب : أي صلبه لا تشرب الماء بسرعة فيستقر عليها .
قيعان : جمع قاع وهو الأرض المستوية الملساء الصخرية التي لا نبات فيها .
ومن لم يرفع بذلك رأساً : كناية عن شدة إعراضه وجهله.
وهذا الحديث يوضح أن الناس في طلب العلم ثلاثة أصناف :
الصنف الأول : من يحفظ العلم ويسعى لتحصيله فيتعلمه فيعمل به ويعلمه غيره فينفع نفسه وينفع غيره فهذا أفضل المنازل .
الصنف الثاني : الذين يتعلمون العلم ويسعون لتحصيله ثم ينقلونه للناس ويعلمونه للناس ولا يعملون به ولا يجتهدون في العمل بمقتضاه ، وهذا الصنف أقل درجة من الصنف الأول.
الصنف الثالث : وهو أسوأ الناس من يعرض عن العلم فلا يسمعه ولا يسعى ليتعلمه فلا هو حفظه لينفع نفسه ولا هو حفظه لينفع غيره ، إن هذا الصنف الأخير رسم لهم النبي  هذه الصورة التي توضح إلي أي حد هم أعرضوا عن الله بإعراضهم عن العلم ، ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه . فعن أبي واقد الليثي أن رسول الله  بينما هو جالس والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأما أحدهم فرأي فرجة في الحلقة فجلس إليها وأما الأخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهباً ، فلما فرغ رسول الله  من كلامه قال " ألا أخبركم عن الثلاثة نفر ؟ أما الأول فآوي إلي الله فآواه الله ، وأما الثاني فاستحيا من الله أن يؤذي الناس فاستحيا الله منه ، وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ   الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:12 pm

إن الجاهل الذي رضي لنفسه أن يعيش جاهلاً ويموت جاهلاً وذلك بإعراضه عن مجالس العلم وعدم اجتهاده في تعلم أي شيء في هذه الحياة الدنيا مثله كمثل الحيوان الذي لا يستطيع أن يفهم ويدرك ما ينفعه أو ينفع غيره .
وما أعظم هذا التشبيه الرائع الذي روي في هذه الحادثة :
روي أبي حفص الإسكندراني وكان من علماء سمرقند " أنه أتاه رجل فقال : إن ابني ضربني وأوجعني ، قال : سبحان الله إلابن يضرب أباه ؟ قال : نعم ضربني وأوجعني ، فقال : هل علمته الأدب والعلم ؟ قال : لا ، قال : هل علمته القرآن ؟ قال :لا ، قال : فأي علم علمته ؟ قال : علمته يعمل معي في الحقل ، قال : الآن علمت لأي شيء ضربك ؟ فلعله حين أصبح وتوجه إلي الحقل وهو راكب حماره يسحب البقرة بين يديه والكلب من خلفه وهو لا يحسن القرآن فتغني وتعرضت له في ذلك الوقت فظن أنك البقرة فضربك ، فاحمد الله أنه لم يكسر رأسك "
انظر إلي عظمة هذا المعني الذي أراد هذا العالم أن يعلمه لهذا الأب ولغيره من أولياء الأمور أبناء هذه الأمة أنه يقول لهذا الوالد أو ولي الأمر إنك أنت أهملت تربية ابنك ولم تعلمه الأدب والعلم والقرآن ورضيت له بالجهل فإنه يصبح كالحيوان تماماً الذي يركبه أو يسحبه بدليل أنه لم يستطيع أن يميز بينك وبين البقرة ، ثم تأتي بعد كل هذا الإهمال تشتكي سوء معاملته لك وعقوقه لك.
ويؤكد ذلك ما روي عن الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – " أن رجلاً جاء إليه ، فقال : إن ابني هذا يعقني ، فقال عمر رضي الله عنه للإبن : أما تخاف الله في عقوق والديك ، فإن من حق الوالد كذا ، ومن حق الوالد كذا . فقال للإبن : يا أمير المؤمنين : أما للإبن علي والده حقاً ؟ قال : نعم ، حقه عليه أن يستنجب أمه ( يعني لا يتزوج إمرأة دنيئة لكيلا يعير الابن بها فيما بعد ) ، قال : ويحسن اسمه ، ويعلمه الكتاب . فقال الابن : فوالله ما استنجب أمي ، فأمي سنديه اشتراها بأربعمائة درهم ، ولا أحسن اسمي فلقد سماني جُعَلاً – ذكر الخفاش – ولا علمني من كتاب الله آية واحدة . فالتفت عمر – رضي الله عنه – إلي الأب ، وقال : تقول : ابني عقني ، فقد عققته قبل أن يعقك ، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك . قم عني ".
نعم فللأولاد علي الآباء حقوق أهمها أن يحسن اختيار أمه وأن يحسن اختيار اسمه ، ثم يعلمه الأدب والعلم والقرآن . فأعظم ما يقدم الأب لابنه هو أن يحسن أدبه وأن يحسن تعليمه ، فكثير من الآباء والأمهات يعتقدون أن حسن التربية هي أن يعطي الولد كل ما يتمني ، وأن يوفر له كل ما يريد وكل ما يطلب من مال ولبس وطعام وشراب وغير ذلك من متطلبا ت الرفاهية ونسو هؤلاء جميعاً أن مثل هذه الرفاهية وتوفير كل المتطلبات للأولاد قد تكون في معظم الأحيان سبباً لإفساد الولد إن لم يكن من ورائها أدب حسن وعلم نافع صحيح .
فكم من سيارة قدمت للولد كانت سبباً في خسرانه وضياعه ، وكم من طبق هوائي قدم للولد فكان سبباً في إفساده وضياعه ، وكم من كمبيوتر قدم للولد فكان سبباً في إفساده وضياعه ، وكم من أموال أعطيت للولد وكانت سبباً في ضياعه وانحرافه ، وكم من حرية مطلقة أعطيت للولد فكانت سبباً في ضياعه ، وكم من محمول قدم للولد فكان سبباً في انحرافه ، ورحم الله القائل " إذا أعطيت ابنك كل ما يريد فقد أفسدته " .
نحن لا نطلب من كل أب أو كل أم أن يضيقوا علي أولادهم ، ولا نحرم عليهم توفير للأولاد وسائل الرفاهية والتقدم ما دامت مشروعة ، ولكن الذي نريد أن نلفت انتباه كل أب وكل أم وكل ولي أمر يريد أن يُنشأ جيل مسلم يخشى الله جل وعلا إليه هو : إن أفضل وأعظم ما تقدمه لإبنك إن كنت تحبه فعلاً وتخاف عليه هو الأدب الحسن مع العلم والقرآن أولاً ، ثم بعد ذلك قدم له ما تريد مما هو مشروع لأنك إن فعلت ذلك وقدمت الأدب الحسن مع العلم والقرآن قبل وسائل الرفاهية فلقد أعطيت ابنك الحصن من الانحراف ، أعطيت ابنك الخشية من الله والمراقبة له بالعلم والقرآن " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء " فلو قدمت لإبنك بعد ذلك أي شيء فلن يستخدمه إلا في حدود الأدب الذي تربي عليه وفي حدود العلم والقرآن الذي تعلمه ، وهذا ما يؤكده النبي محمد .
قال رسول الله  " الزموا أولادكم وأحسنوا أدبهم والذي نفسي بيده ما أعطي والد ولده عطية خير من أدب حسن ".
ويقول  " ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن " وأعظم الأدب هو أدب القرآن ، يقول الحبيب المصطفي  " إن هذا القرآن مأدبة الله فأقبلوا مأدبته ما استطعتم " ، ويقول ابن مسعود – رضي الله عنه – " كل مؤدب يحب أن يأخذ بأدبه وأدب الله القرآن " ، ويقول  " ولدك ريحانة من رياحين الجنة تشمه سبعاً وتأدبه سبعاً وتصحبه سبعاً حتى إذا بلغ إحدى وعشرين سنة فزوجه وسل الله خيره وبره واستعذ بالله من شره وفتنته فهو إما صديق حميم أو عدو مبين ".
ويقول  " يعق عن الغلام في اليوم السابع من مولده ويختن فإذا بلغ سبع سنين أُدِّب وأُمِرَ بالصلاة فإذا بلغ عشراً عُزِل عن إخوته وفرِّق بينه وبينهم في المضاجع وضُرب علي الصلاة إن قصر فيها فإذا بلغ عشرين سنة زوجه أبوه ثم أخذ بيده وقال له علمتك وأدبتك وزوجتك أعوذ بالله من فتنتك في الدنيا وعذابك في الآخرة ".
وإليك أخي المسلم ما كان عليه الصحابة الأطهار وكيف كانوا يهتمون بتربية أولادهم علي الأدب الحسن والقرآن والعلم .
أخرج ابن ماجة عن جندب بن عبد الله – رضي الله عنه قال : كنا مع النبي  ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً ".
وكان ابن عباس يقيد عكرمة بالقيود حتى يتعلم القرآن ، قال عكرمة :" لقد رأيتني وابن عباس موثقي علي تعلم القرآن ".
وقال سعد بن أبي وقاص : لقد كنا نحفظ أولادنا مغازى رسول الله  وسيرته كما نحفظهم السورة من القرآن "
كما أن كل ما يقدم للأولاد من طعام وشراب وملبوسات ووسائل لهو ومتع كلها غذاء للجسد والجسد للتراب والفناء ، وقيمة الإنسان كإنسان ليست في نمو جسده ولكن في نمو روحه فالإنسان بالروح لا بالجسد ، ورحم الله القائل :
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته أتطلب الربــح مما فيه خسران
أقبل علي الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
وكما أن الجسد للفناء والتراب فإن الروح للخلود والبقاء فكل ما تنفقه وتجهد نفسك فيه من أجل الجسد فهو في النهاية إلي الفناء والتراب ، وكل ما تنفقه وتجهد نفسك فيه من أجل الروح ومطالبها فهو للخلود والبقاء ، والروح لا تنموا إلا بالعلم والأدب والأخلاق ، فلكي تكون التربية صحيحة لابد من التوفيق بين مطالب الجسد ومطالب الروح ، تهتم بالولد جسداً وروحاً ، وإن كان المطلوب التركيز أكثر علي جانب الروح ليرقي الولد إلي مدارج الملائكة ويبتعد عن مدارج الحيوانية ، والتي تكون من وراء مطالب الجسد ، ورحم الله القابس قال " فمن رغب إلي الله أن يجعل له من ذريته قرة عين لم يبخل علي ولده بما ينفق عليه في تعليمه القرآن فلعل الوالد إذ أنفق ماله عليه في تعليمه القرآن أن يكون من السابقين بالخيرات بإذن الله ، والذي يعلم ولده فيحسن تعليمه ويؤدبه فيحسن تأديبه يكون قد عمل عملاً يرجى له من تضعيف الأجر فيه ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ/احمدالزنارى




عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ   الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ Icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:13 pm

ولقد ورد أن حماد بن أبي حنيفة كان ذكياً نجيباً فبعث به أبوه إلي من يؤدبه ويحفظه كتاب الله وحديث رسول الله  وكان أبوه يغدق علي مؤدبه المال الكثير حتى إنه لما أتم حفظ سورة الفاتحة دفع أبوه للمعلم ألف دينار ، فقال المعلم أنا لم أفعل شيئاً أستحق عليه كل هذا المال ، فقال : أبو حنيفة لا تستحقر ما علمته والله لو كان معنا أكثر من هذا ما كان إلا لك.
وأبو مسلم الخولاني وكان من الذين يعلمون الناس الفقه والحديث فكان أبوه غنياً موسراً دخل أبوه المسجد ومعه وكيله فنظر إلي ابنه وهو يفقه الناس في الدين ويسمعهم أحاديث رسول الله  فرح لذلك فرحاً كبيراً وقال لوكيله كم معنا من ممتلكاتنا ؟ قال : خمسة آلاف دينار . فقال أبوه : تصدق بها علي فقراء المسلمين شكراً لله ، إن ابني شهد اليوم علي رسول الله  وأنا قبلت شهادته.
فكم من أناس أنفقوا أموالاً كثيرة بلا عدد ولا حساب في الاهتمام بالولد جسداً دون الروح فينشأ الولد وجسمه كالجمل ولكن عقله عقل عصفور فيكون وبالاً علي والديه في الدنيا فيسيء معاملتهما ويعقهما ويسيء في معاملته لأنه لم يتربى علي ما يغذي الروح من العلم والقرآن والأخلاق ، هذا في الدنيا . أما في الآخرة : فسيسأل الأب عن الإهمال في حسن تأديب وتعليم هذا الولد .
هذه المسئولية الخطيرة التي وضحها الحق جل وعلا في قوله تعالي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ".
ويقول ابن عمر رضي الله عنهما " أدب ابنك فإنك مسئول عنه ماذا أدبته ؟ وماذا علمته ؟ وهو مسئول عن بره بك وطواعيته لك ".
ويقول  " إن الله سائل كل راع عما استرعي حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ". ويقول  " كفي بالمرء إثما أن يضيع من يعول ".
ويقول النبي  موضحاً مدي خطورة إهمال الأولاد وعدم الاهتمام بتربيتهم علي الأدب الحسن والعلم والقرآن :
يقول النبي  " كل مولود يولد علي الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" ، يوضح النبي  أن الولد يفطم وقلبه طاهراً نقياً ليس عليه أي نقش أو صور وهو قابل لكل نقش ومائل لكل ما يمال به إليه ، فإن عود الولد الخير وتعلمه ونشأ عليه كان من أسعد الناس في الدنيا والآخرة وشاركه في هذا الثواب وهذه السعادة أبواه وكل معلم ومؤدب ، وإن عود الولد علي الشر وأهمل إهمال الحيوانات شقي وهلك وكان الوزر أولاً في رقبة أبواه إن قصرا في تربيته وتهذيبه وتعليمه ، لقول رسول الله  " حق الولد علي الوالد أن يعلمه الكتاب والسباحة وألا يرزقه إلا طيباً ".
ويقول  " حق الولد علي الوالد أن يحسن أدبه واسمه وألا يدعوا عليه بسوء ، فإن وبال ذلك عليه."
ولقد ورد أن رجلاً جاء إلي عبد الله بن المبارك وقال له : إن لي ولداً أحسنت إليه قبل أن يولد وأحسنت إليه بعد أن ولد ومع ذلك عقني وأساء إليَّ ، فقال له عبد الله بن المبارك : وكيف أحسنت إليه قبل أن يولد ؟ قال : أحسنت اختيار أمه وخاله ، قال : وكيف أحسنت إليه بعد مولده ؟ قال : أحسنت تسميته وأدبه وتهذيبه . قال له : فكيف عقك إذن ؟ أكنت تطعمه من الحلال ؟ قال له : نعم . قال له ابن المبارك : فهل كنت قد دعوت عليه وأنت غضبان ؟ قال : نعم فعلت ذلك كثيراً . قال : يا أخي لقد أفسدته وضيعته أما سمعت قول الحق جل وعلا "وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً ".
وبالتالي تخيل أب أو أم أنفقا أموالهما وأتعبا أبدانهما وسهرا الليالي وعانوا كثيراً من أجل تربية الولد هذه التربية الحيوانية ، بالاهتمام بمطالب جسده دون متطلبات الروح ، وفي النهاية يكون الولد وبالاً عليهم في الدنيا وفي الآخرة ، بالله عليكم أي خسارة أعظم من هذه الخسارة ، وصدق الله العظيم إذ يقول " الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ " ، وعلي العكس تماماً إذا تربي الولد علي الأدب الحسن والعلم النافع نشأ الولد صالحاً ، وإذا نشأ الولد صالحاً فكل نفقه أنفقها الأب وكل تعب وكل مجهود بذله وكل معاناة عاناها لم تضيع هدراً ولم يخسروا شيئاً بل فازوا بكل ذلك في الدنيا حيث يكون هذا الولد نعم العون والسند لوالديه في الدنيا باراً بهما رحيماً مشفقاً عليهما يتقي الله فيهم فيحسن معاملتهم ، أما إذا ما مات الأبوان أو أحدهما كان هذا الولد الصالح باقياً لهم بعد مماتهم ، يقول الحبيب المصطفي  ، عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله  " إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته : علماً علمه ونشره أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه ، أو مسجداً بناه ، أو بيتاً لابن السبيل بناه ، أو نهراً أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته تلحقه بعد موته."
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  :" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعوا له "رواه مسلم.
ويقول  موضحاً قيمة الولد حينما يكون مؤدباً صالحاً متعلماً العلم النافع وخاصة القرآن . عن بريدة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله  " من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجاً نور ضوءه مثل ضوء الشمس ويكسي والديه حلتان لا تقوم بهما الدنيا ، فيقولان بما كسينا هذا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن " رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .
وعن يزيد بن أبي حبيب عن النبي محمد  " من استظهر القرآن خفف الله تبارك وتعالي عن والديه العذاب وإن كانا كافرين ."
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله  " إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يا رب أني لي هذه ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك " رواه أحمد قال حديث حسن .
فيا لعظمة الولد حينما يكون صالحاً يكون سر سعادة والديه أحياءً وأمواتاً ، فبالله عليكم هل هناك شيء أعظم من هذا أن تجتهد وتبذل كل ما تملك من مال وجهد من أجل أن يتربى الولد علي الصلاح والتقوى والعلم النافع ؟ إن هذا والله لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون .
فبالله عليكم بعد هذا البحث في خطورة الجهل علي الفرد والمجتمع ، فهل هناك عدو مبين لهذه الأمة يصل بها إلي الهاوية مثل الجهل ؟ ألا يستحق منا هذا الجهل أن نعلن عليه الحرب أفراداً وجماعات ، رجالاً ونساءً ، صغاراً وكباراً ، فهيا إخوة الإيمان والإسلام إلي العلم ومحاربة الجهل بكل ما نملك ، هيا بنا إلي الشرف الحقيقي والعزة الحقيقية وهو العلم .
ورحم الله القائل :
تعـلم فـإن العــلم زين لأهـله وفــضـل وعـنوان لــكل المــــحامد
وكـن مستـفـيداً كل يوم زيادة مــن العـلم واسـبح في بـحور الفوائد
تفـقه فـإن الفـقه أفـضل قائد إلـي الــبر والتـــقوى وأعدل قاصد
هو العلم الهادي إلي سنن الهدى هو الحـصن ينجي من جميع الشدائد
فـــإن فـقـيـهاً واحـد متـورعاً أشـد عـلي الشــيطان من ألف عابد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموضوع الأول : (الجهل وخطورته علي الفرد والمجتمع )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموضوع الثانى : ( فضل العلم وشرفه )جمع حقوق الطبع محفوظة للشيخ
» حمل كتاب الجهل وخطورته للشيخ احمد الزنارى
» حمل كتاب الدرر والأنوار للشيخ احمد الزنارى
» حمل كتاب فضل العلم وشرفه للشيخ احمد الزنارى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السراج :: قائمة المنتديات :: *** (( المنتدى الاسلامى )) :: *** (( التوحيد الخالص ))-
انتقل الى: